ينطلق مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، الجمعة، 17 فبراير/شباط 2023، وسط ترجيحات بأن تسيطر الحرب الروسية في أوكرانيا على أبرز النقاشات فيه، في حين يشهد غيابا نادرا لروسيا بسبب عدم دعوتها، مقابل حضور أمريكي غير مسبوق.
اجتماع كبار السياسيين والضباط العسكريين والدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم في ميونخ يأتي لاستعراض المشهد الأمني الأوروبي الذي تغيرت معالمه بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
روسيا غير مدعوة
وفقاً لرئيس المؤتمر كريستوف هويسجن، لم يوجِّه منظمو المؤتمر الذي يستمر حتى الأحد 19 فبراير/شباط 2023، الدعوة لأي مسؤول روسي، بسبب أن "فلاديمير بوتين قطع علاقته بالحضارة"، على حد تعبيره.
لطالما نظر إلى مؤتمر ميونخ الأمني، على أنه أحد المؤشرات المهمة في طبيعة العلاقة بين الدول الغربية وروسيا.
كان ذلك على الأخص في عام 2007، عندما هاجم بوتين الولايات المتحدة في كلمة أدلى بها.
لكن هذا العام، سيكون غياب القادة الروس ملحوظاً للمرة الثانية على التوالي، إذ غابت موسكو عن المؤتمر العام الماضي، بسبب اعتراضها على التصريحات الغربية التي سبقت الحرب في أوكرانيا التي شنتها روسيا منذ 24 فبراير/شباط 2023.
تجدر الإشارة في هذا الإطار، إلى أن الحرب في أوكرانيا اندلعت بعد أيام فقط من مؤتمر ميونخ السابق الذي حذر حينها من عواقب ذلك.
حضور أمريكي كبير والصين تشارك
على النقيض من ذلك، من المتوقع أن يحضر المؤتمر وفد أمريكي بحجم غير مسبوق، يضم إلى جانب كاميلا هاريس نائبة الرئيس، أنتوني بلينكن وزير الخارجية، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
سيتناول المؤتمر أيضاً قضايا دولية كبيرة أخرى، خاصة العلاقات بين الغرب والصين.
لكن من المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الصيني وانغ يي المؤتمر، في حين يفكر بلينكن بلقائه على الهامش في أولى المحادثات المباشرة بينهما، بعدما أسقطت الولايات المتحدة ما قالت إنه منطاد تجسس صيني وأجسام طائرة أخرى.
سيكون أيضاً المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في التجمع العالمي السنوي الكبير الذي يركز على الدفاع والدبلوماسية.
أوكرانيا بمقدمة النقاشات في ميونخ
من المتوقع أن يلقي مسؤولون أوكرانيون كبار كلمة في المؤتمر، الذي يعقد في فندق "بايريشر هوف" الفاخر في المدينة الواقعة جنوبي ألمانيا.
كذلك سيواجه القادة العواقب الوخيمة لقرار بوتين تجاهل مناشداتهم وإطلاق العنان للحرب التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار، التي تعد كذلك الأكثر تدميراً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قال هذا الأسبوع: "إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فإن الرسالة التي ستكون موجهة إليه وإلى الأنظمة الاستبدادية الأخرى، هي أن القوة ستتم مكافأتها".
وأضاف ستولتنبرغ: "سيجعل هذا العالم أكثر خطورة، ويجعلنا جميعاً أكثر عرضة للخطر".
كان حينها يتحدث قبل اجتماع لوزراء دفاع الحلف الذين تعهدوا بزيادة الإمدادات العسكرية إلى كييف، حتى بعد اعترافهم بأن مخزونات الذخيرة الخاصة بهم استنزفت بشدة بسبب الحرب.
في ميونخ، ستشعل الحرب من جديد نقاشات تدور منذ وقت طويل بشأن أسئلة مثل إلى أي مدى ينبغي أن تعزِّز أوروبا قدراتها العسكرية، وإلى أي حد عليها الاعتماد على الولايات المتحدة في أمنها، وكم يجب أن تنفق الحكومات على الدفاع.
كما ستناقش الوفود التداعيات العالمية البعيدة المدى للحرب، على قضايا تتراوح من إمدادات الطاقة إلى أسعار المواد الغذائية.