أدرجت النيابة العامة المصرية، الخميس 16 فبراير/ شباط 2023، الرئيس الراحل محمد مرسي، والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، على قائمة الإرهابيين، برغم وفاتهما.
بحسب وسائل إعلام مصرية، فإن القرار استند إلى حكم الإدانة الصادر ضدهما من محكمة النقض، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث قصر الاتحادية"، والتي تعود وقائعها إلى ديسمبر/كانون الأول 2012.
وشمل قرار الإدراج، الذي حمل رقم 1 لسنة 2023، أسماء 8 آخرين من قيادات الجماعة هم: البرلماني السابق محمد البلتاجي، ونائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية سابقاً أسعد الشيخة، ومدير مكتب الرئيس السابق أحمد عبد العاطي، ومستشاره الأمني أيمن هدهد، إضافة إلى علاء حمزة، ومحمود مكاوي عفيفي، وعبد الحكيم إسماعيل، وجمال صابر.
وبترتب على القرار مجموعة من الآثار العقابية تشمل "الإدراج على قوائم المنع من السفر وترقّب الوصول، وسحب جواز السفر أو إلغاءه أو منع إصدار جواز سفر جديد أو تجديده، وفقدان شرط حسن السمعة والسيرة اللازم لتولي الوظائف والمناصب العامة أو النيابية أو المحلية، وعدم التعيين أو التعاقد في الوظائف العامة أو في شركات القطاع العام أو قطاع الأعمال العام، والوقف عن العمل مع صرف نصف الأجر".
محمد مرسي وعصام العريان
استمر حكم الرئيس المصري المنتخب نحو سنة، حيث باشر مهامه الرئاسية في 30 يونيو/حزيران 2012، بعد فوزه في الانتخابات بنسبة 51.73% من أصوات الناخبين المشاركين.
في نهاية أبريل/نيسان 2013، انطلقت حركة "تمرد" التي دعت إلى سحب الثقة من الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث تمت مطالبته بانتخابات رئاسية مبكرة، وقد قامت الحركة بالدعوة إلى مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، مستندة إلى توقيعات تزعم أنها جمعتها من 22 مليون مصري.
وفي 3 يوليو/تموز 2013، تم عزل الرئيس محمد مرسي من قِبل القوات المسلحة التي وجهت إليه تهماً من قبيل التخابر مع جهات أجنبية، وإفشاء أسرار الأمن القومي في أثناء فترة رئاسته.
على أساس هذه التهم، ألقي القبض على محمد مرسي وتمت إحالته إلى النيابة العامة لمحكمة الجنايات في مطلع سبتمبر/أيلول 2013.
قضت المحكمة بسجن الرئيس المصري السابق محمد مرسي 20 عاماً، في أول قضية من القضايا التي حوكم بها، وهي قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية.
ومن أبرز القضايا التي اتهم فيها مرسي أيضاً، قضية التخابر مع منظمات أجنبية من بينها قطر، وقضية الهروب من السجن، وإهانة القضاء.
رفض محمد مرسي جميع التهم الموجهة إليه في تلك القضايا، ووصف ما قام به الجيش في أعقاب الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في 30 يونيو/حزيران، بـ"الانقلاب العسكري".
مكث الرئيس السابق في السجن قرابة 6 سنوات، ليفارق بعدها الحياة في أثناء محاكمته الأخيرة يوم الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019.
أما القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، المسجون تنفيذاً لعدة أحكام قضائية، فتوفي بمحبسه، في أغسطس/آب 2020، عن عمر يناهز 66 عاماً، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
إذ كشف محامي عصام العريان لـ"بي بي سي"، أن السلطات أبلغته أن الوفاة طبيعية، موضحاً أنه وأسرة العريان لم يزوروه منذ نحو ستة أشهر، بعدما عطَّلت السلطات الزيارات للسجون كإجراء احترازي لمكافحة فيروس كورونا.
تولى العريان العديد من المناصب القيادية في الجماعة، قبل أن يتم القبض عليه عقب إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي بعد تظاهرات حاشدة.
بينما حُكم على العريان بعدة أحكام بالسجن المؤبد (25 عاماً) في السنوات التي أعقبت عزل مرسي، من بينها قضية اقتحام الحدود الشرقية، وأحداث قليوب، وقضية أحداث البحر الأعظم.