صدر تقرير عن الأمم المتحدة يستند إلى معلومات استخباراتية قدمتها الدول الأعضاء، أكد أن القيادي في تنظيم القاعدة سيف العدل المقيم في إيران، بات الزعيم الجديد الفعلي للتنظيم بعد إعلان واشنطن مقتل أيمن الظواهري 31 يوليو/تموز 2022.
جاء ذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "The guardian" البريطانية، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2023، بأن التقرير الأممي تبنى التقديرات بأن "متطرفاً مصرياً يُعتقد أنه مقيم في إيران هو الآن الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة الإرهابي".
أشارت الصحيفة إلى أن سيف العدل يبلغ من العمر 62 عاماً، وهو أحد أعضاء القوات الخاصة المصرية سابقاً، ولطالما كان ينظر إليه على أنه الأوفر حظاً لخلافة الزعيم السابق للقاعدة، أيمن الظواهري، الذي أعلنت واشنطن مقتله في غارة جوية أمريكية في كابول 2022.
لكن لم يخرج إعلان رسمي من التنظيم أو تأكيد على تولي سيف العدل مسؤولية زعامة الجماعة، أو حتى مقتل الظواهري أو نفي ذلك.
التقرير الأممي صدر عن لجنة مراقبة العقوبات على تنظيمي "داعش" والقاعدة التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، والذي نُشر الإثنين 14 فبراير/شباط 2023.
جاء فيه أيضاً أن الحساسيات السياسية تجاه إيران وأفغانستان، التي تديرها طالبان، حالت دون أي اعتراف رسمي من القاعدة بدور سيف العدل الجديد.
مخاوف طالبان
جاء في تقرير الأمم المتحدة أن "الرأي السائد للدول الأعضاء هو أن سيف العدل هو الآن الزعيم الفعلي للقاعدة، ويمثل استمرارية التنظيم في الوقت الحالي. لكن لا يمكن إعلان قيادته بسبب حساسية القاعدة تجاه مخاوف طالبان الأفغانية من عدم الاعتراف بمقتل الظواهري في كابول وحقيقة وجود سيف العدل في إيران".
بحسب الصحيفة ذاتها، شعرت حركة طالبان بالحرج من مقتل الظواهري في كابول، بعد أن أعطت تأكيدات للولايات المتحدة وآخرين بأنها لن تؤوي أفراداً أو جماعات تهدد الغرب أو حلفاءه في الأراضي الأفغانية.
ذكر التقرير أيضاً أن "وجود الظواهري وسط كابول أظهر علاقة تعاون مستمرة بين القاعدة وطالبان".
أشار كذلك إلى أن إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن اعترضت على الإشارة إلى وجود زعيم القاعدة الجديد في إيران، خاصة أنها نفت منذ فترة طويلة تقديم أي دعم للقاعدة.
وعلقت الصحيفة على ذلك بأن الاعتراض هذا يأتي رغم أنه من المعروف الآن أن العديد من كبار أعضاء التنظيم وعائلاتهم توجهوا إلى إيران بحثاً عن الأمان، بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
لا استنتاجات قاطعة بشأن الخلافة
تعد مسألة الخلافة داخل القاعدة أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لأجهزة المخابرات حول العالم، خاصة أن أسامة بن لادن والظواهري استطاعا تطوير استراتيجيات مختلفة للجماعة خلال فترة وجودهما على رأسها، بعدما كانت القاعدة تعاني من فشل القيادة المسنّة في حشد دعم كبير من المجندين الشباب، وفقاً لـ"الغارديان".
وفقاً لما جاء في تقرير الأمم المتحدة، فإن المعلومات والتقارير المحدودة عن القاعدة من الدول الأعضاء جعلت من الصعب التوصل إلى استنتاجات قاطعة حول "مسائل الخلافة وتأثيرها على التهديد الذي يشكله التنظيم".
وأوضح أنه "في المناقشات التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2022، تبنت العديد من الدول الأعضاء وجهة نظر مفادها أن سيف العدل يعمل بالفعل زعيماً فعلياً للتنظيم".
ووفقاً للصحيفة ذاتها، ينظر المسؤولون الغربيون إلى سيف العدل باعتباره مصدر تهديد كبيراً، خاصة مع التأكد من قدرته التنظيمية والتزامه وقدرته على كسب احترام واسع داخل الأوساط المتطرفة.
ويرون أن مهمة سيف العدل تتمحور حالياً على توحيد التنظيم واستعادة هيبته وشكله القديم.
يشار إلى أن سيف العدل انضم في بداية الأمر بعد انشقاقه عن الجيش المصري إلى منظمة الجهاد الإسلامي المصرية في الثمانينيات، وتم اتهامه في المسؤولية عن هجمات عام 1998 على سفارات الولايات المتحدة في شرق إفريقيا.
سيف العدل وإيران
أبدى التقرير الأممي كذلك استغرابه من وجود زعيم تنظيم القاعدة في بلد ليس داعماً له مثل إيران.
وقالت "الغارديان": "فكرة وجود مقر قائد تنظيم القاعدة في بلد يحتمل أن يكون معادياً، أو في بلد تحدد فيه السلطات المحلية قرارات الزعيم مثل القدرة على التحرك أو التواصل أو مقابلة الشركاء، هو أمر غير مسبوق".
وتقول تقارير إعلامية غربية، إن سيف العدل قد يكون تحت الإقامة الجبرية في إيران التي وصلها منذ مقتل ابن لادن، للإشراف على تهريب عناصر القاعدة وعائلاتهم إليها.