أمر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتشكيل فريق لدراسة أجسام طائرة مجهولة حلقت في سماء أمريكا وجيرانها، بحسب ما كشف عنه، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي.
الفريق الذي أمر بايدن بتشكيله سيكون مشتركاً بين الوكالات المختلفة، لإجراء تحليل معمّق لظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة، بعد وقوع حوادث في شمالي أمريكا وفي كندا، بحسب كيربي.
أول رئيس أمريكي يأمر بذلك
وأوضح في إيجاز صحفي أن "الرئيس بايدن وجه (الإثنين 13 فبراير/شباط 2023)، من خلال مستشاره للأمن القومي، فريقاً متعدد الوكالات لاستكشاف التداعيات السياسية للكشف عن الأجسام المجهولة وتحليلها، والتخلص منها، لا سيما التي تشكل مخاطر أمنية".
واصفاً إياها بأنها "ظاهرة معروفة منذ فترة طويلة"، وكشف كيربي أنه "لم تكن هناك محاولة جادة من السلطات الأمريكية لدراستها وشرحها بعمق، قبل فترة رئاسة جو بايدن".
وفقاً للمسؤول الأمريكي، فإن بايدن، الرئيس الحالي "غير كل ذلك" من خلال تشكيله الفريق الخاص بدراسة الأجسام الطائرة المجهولة، لتحاول الولايات المتحدة فهم هذه المسألة بشكل أفضل.
أجسام طائرة فضائية؟
في الوقت ذاته، أشار كيربي إلى أن واشنطن لا ترى أي سبب للحديث عن أصل خارج كوكب الأرض للأجسام التي يتم اعتراضها فوق ألاسكا وكندا وبحيرة هورون.
وأكد أنه بعد أن تشق فرق البحث طريقها إلى الحطام، سيتضح بالضبط ما الذي أسقطه الأمريكيون في الشمال.
وكان زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، طالب الرئيس بايدن بالتحدث علانية بشأن الحديث عن احتمالية كون أحد الأجسام الطائرة آتياً من الفضاء الخارجي.
وقال: "الرئيس بايدن مدين للشعب الأمريكي ببعض الإجابات".
وتساءل: "لماذا نطلق النار عليها مباشرة؟ من أين أتت هذه الأجسام؟ يجب تحديد ما إذا كانت هذه أجساماً معادية أم لا".
واستكمل أسئلته قائلاً: "هل هناك إرشادات متماسكة حول وقت إطلاق النار عليها؟ وكيف وصلنا إلى وضع لا تعرف فيه أعظم دولة في العالم ما الذي يعبر مجالها الجوي؟".
محتويات أحد الأجسام الطائرة
أفادت شبكة "CNN" الأمريكية، نقلاً عن وثيقة أعدها البنتاغون، بأن الجسم الطائر المجهول الذي تم إسقاطه في المجال الجوي الكندي، السبت 11 فبراير/ شباط 2023، كان عبارة عن "بالون معدني يحمل شحنة".
عن مذكرة البنتاغون التي تم إرسالها إلى الكونغرس الاثنين 13 فبراير/شباط 2023، أوضحت "CNN" أنها تقدم التفاصيل الرسمية الأولى لأحد الأجسام الثلاثة التي تم إسقاطها في الأيام الأخيرة.
وقالت المذكرة إن الجسم كان "بالونا معدنيا صغيرا مع حمولة معلقة تحته"، وإنه عبر بالقرب من "مواقع حساسة أمريكية" قبل إسقاطه.
تحتوي المذكرة أيضا على آراء لمسؤولي الدفاع وجهوها إلى المشرعين في الولايات المتحدة، تتعلق بإسقاط الجسم المجهول، دون نشر مزيد من التفاصيل بهذا الخصوص.
وكانت قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية رصدت ثلاثة "أجسام مجهولة الهوية" الأسبوع الماضي، وأسقط الجيش الأمريكي اثنين منها في المجال الجوي الوطني، وآخر فوق أراضي كندا، بالإضافة إلى منطاد صيني أعلنت واشنطن إسقاطه أيضا.
وأشار البنتاغون إلى أن الأجسام الثلاثة كانت أصغر بكثير من المنطاد الصيني، الذي جرى إسقاطه قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة، وأنها كانت تحلق على ارتفاع منخفض ولم تكن تشبهه من حيث الشكل.
وكان آخر الأجسام المجهولة قد دمر الأحد 12 فبراير/شباط 2023، فوق بحيرة هورون على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، ويعتقد أن حطامها سقطت في المياه الإقليمية الكندية.
وسبق أن تحدثت صحيفة The Telegraph البريطانية 3 فبراير/شباط 2023، عن ترجيحات أمريكية بأن منطاد التجسس الصيني الذي كشفت عنه مؤخراً وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، يهدف لمراقبة قاعدة "يوم القيامة" النووية.
لم توضح الصحيفة حينها مصدرها، إلا أنها قالت إن "من الواضح أن هدف الصين المحتمل هو القاعدة المعروفة باسم قاعدة يوم القيامة".
"يوم القيامة" لقب تحمله قاعدة "مالمستروم" النووية الأمريكية التي تقع في ولاية مونتانا.
ومن المعلومات المثيرة للانتباه التي نشرتها الصحيفة، أن قاعدة يوم القيامة تضم 150 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات كافية لتدمير الكوكب بأكمله، وهي من طراز "مينتمان 3" Minuteman III.
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية، قالت في 2 فبراير/شباط 2023، إن منطاداً صينياً للمراقبة تم رصده وفحصه من الجيش الأمريكي بعد دخوله الأراضي الأمريكية لأيام عدة، فيما وصفت صحيفة Washington post الأمريكية الحدث بـ"التطور الجديد، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين البلدين".
والجدل حول التجسس الصيني على الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية يعد محوراً أساسياً في الصراع بين بكين وواشنطن.