تُواصل حكومات دول عربية وغربية إرسال فرق بحث وإنقاذ إلى تركيا وسوريا، للمشاركة في جهود الإنقاذ بالمناطق التي ضربها الزلزال، الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، ودمر آلاف الأبنية، وأسفر عن مقتل أكثر من 25 ألف شخص حتى الآن في البلدين.
كما تواصل حكومات إرسال مساعدات إنسانية، وسط دعوات واسعة إلى التبرع لمتضررى الزلزال في البلدين.
إذ أرسلت البحرين فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا، للمشاركة في جهود الإنقاذ، مكوناً من 35 عنصراً، وذلك بناء على تعليمات العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وغردت سفارة تركيا لدى المنامة، السبت 11 فبراير/شباط وقالت: "لن ننسى دعمكم"، وأرفقت السفارة تغريدتها بعلمَي البحرين وتركيا، وصور للفريق خلال مغادرته المطار.
مساعدات من إقليم كردسان
وفي العراق، أرسلت إدارة إقليم كردستان، شمالي العراق، 14 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال في منطقة عفرين السورية.
ودخلت المساعدات إلى سوريا عن طريق تركيا، الجمعة 10 فبراير/شباط، من خلال معبر أونجو بنار بولاية كيليس، والذي يقابله في الجانب السوري معبر باب السلامة في أعزاز بريف محافظة حلب.
وعقب دخولها سوريا، توجهت الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الإسعافية إلى بلدة جنديرس في عفرين.
كما كانت الشاحنات محملة بملابس وأغطية (بطانيات) وخيام أيضاً لصالح المتضررين من الزلزال.
وفي تغريدة، تقدم رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، بالشكر لإدارة إقليم كردستان في العراق على المساعدات.
ارتفاع أعداد الضحايا
وارتفع عدد وفيات زلزال تركيا إلى 20 ألفاً و665 وفاة، والمصابين إلى 80 ألفاً و88 إصابة، بحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، بينما لقي ما لا يقل عن 3553 شخصاً مصرعهم، في سوريا.
وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة.
وفي وقت سابق، أعلن وزير البيئة والتطوير العمراني التركي، مراد قوروم، أن عدد المباني المنهارة أو المتضررة بشكل كبير في عموم المناطق المنكوبة بلغ 12 ألفاً و141 مبنى، مشيراً إلى أن نحو مليون و50 ألف مواطن من متضرري الزلزال يقيمون في مراكز إيواء مؤقتة، تم إنشاؤها في مناطق الزلزال.
دعوات بريطانية للتبرع لمتضرري الزلزال
في بريطانيا، دعا عمدة لندن، صديق خان، إلى تنظيم حملات للتبرع لمتضرري زلزال تركيا وسوريا المدمر.
إذ قال خان في تغريدة على "تويتر"، إن "سكان لندن يواصلون حشدهم للمساعدة، من الجيد أن نرى المساجد في جميع أنحاء مدينتنا تجمع الأموال بعد صلاة الجمعة".
ودعا للمشاركة في حملة جمع التبرعات التي تقودها لجنة الطوارئ والكوارث في بريطانيا "DEC"، لمساعدة متضرري زلزال تركيا وسوريا.
وشكر خان فريق رجال الإطفاء التابع لمدينة لندن، على مشاركتهم في عمليات البحث والإنقاذ في تركيا.
ونشر على حسابه في "تويتر" فيديو لرجال الإطفاء لحظة إخراجهم امرأة من تحت الأنقاض قائلاً: "هذه اللحظة الرائعة التي ساعد فيها رجل إطفاء لندن في لم شمل أم وابنتها، بعد أربعة أيام من الزلزال الذي ضرب تركيا".
والخميس، أطلقت لجنة طوارئ الكوارث في بريطانيا نداء إغاثة، لمساعدة المتضررين من الزلزال التي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
الجيش الأمريكي يتحرك للمساعدة
يأتي ذلك، بينما بدأ الجيش الأمريكي بنشر قواته في تركيا للمساعدة في جهود الإغاثة الإنسانية من الزلزال المدمر الذي أودى بحياة الآلاف، وفق ما أفاد مسؤولون أمريكيون صحيفة "واشنطن بوست".
إذ قال مسؤولون للصحيفة، الجمعة، إن الجيش الأمركي بدأ العمل الإنساني في تركيا، مع وجود مقر للبحرية يشرف على المهمة، وقائد القوات البحرية على الأرض لتقييم نطاق الدعم المطلوب.
ووصل قائد قوة المهام البحرية في أوروبا، الجنرال أندرو بريدي، الخميس إلى قاعدة إنغرليك الجوية، وهي قاعدة تركية يستخدمها الجيش الأمريكي على بعد حوالي 193 كلم غرب مركز الزلزال.
فيما قال مسؤولون إن أي مساعدة تقدمها القوات الأمريكية سيتم تنسيقها من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، وذلك بناء على طلب تركيا.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أعلنت في وقت سابق، عن مهمة الجيش الأمريكي للاستجابة لهذا الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا، حيث ارتفع عدد القتلى من الزلزال إلى أكثر من 23 ألف شخص.
ودمَّر الزلزال مباني في جنوبي تركيا وشمالي سوريا، ما أدى إلى تشريد آلاف الأشخاص، في وقت ضاعف طقس الشتاء القارس المعاناة.
شركات كورية جنوبية تقدم تبرعات
وفي كوريا الجنوبية، أعلنت شركات كبرى تقديم تبرعات ومواد إغاثية للمساعدة في جهود التعافي من زلزال تركيا وسوريا، حسبما أعلنت وسائل إعلام محلية، الجمعة.
وكالة "يونهاب" المحلية ذكرت أن شركة "سامسونغ" للإلكترونيات قررت تقديم دعم بقيمة 3 ملايين دولار، منها 1.5 مليون دولار على شكل صندوق إغاثة.
وقالت سامسونغ إن صندوق الإغاثة سيتم تسليمه إلى وكالة الحكومة التركية، التي تتعامل مع أزمات الكوارث.
كما قررت الشركة تقديم معدات وأدوات إغاثية بقيمة 1.5 مليون دولار، تشمل أجهزة التشخيص بالموجات فوق الصوتية، والأجهزة اللوحية، ومركبات إصلاح الأجهزة المنزلية.
بدورها، قالت مجموعة "هيونداي موتور" إنها ستقدم 1.8 مليون دولار لتركيا و200 ألف دولار لسوريا.
الشركة أوضحت أن فرعها في تركيا سيوفر أيضاً مواد إغاثية بنحو 500 ألف يورو (537 ألف دولار)، وفق الوكالة.
فيما أوضحت مجموعة "إس كيه" المتخصصة في مجال الطاقة والاتصالات، أنها ستقدم مليون دولار للمساعدة في جهود التعافي في تركيا وسوريا.
المجموعة أوضحت في بيان، أن التبرعات ستتم من خلال صندوق المجتمع الكوري (منظمة غير ربحية)، لتقديم الإغاثة للبلدين، حسب الوكالة.