أحيت إيران، السبت 11 فبراير/شباط 2023، الذكرى الرابعة والأربعين للثورة الإسلامية بمسيرات نظمتها الدولة، فيما قطع متسللون مناهضون للحكومة بث خطاب للرئيس إبراهيم رئيسي لفترة وجيزة، وبثوا شعارات مناهضة للدولة.
وتواجه حكومة رئيسي المحافظة أحد أكثر الاحتجاجات تحدياً، منذ وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر/أيلول 2022، وهي رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق.
وناشد الرئيس في خطابه من وصفهم بأنهم "شباب مخدوعون" التوبة حتى يعفو عنهم الزعيم الأعلى الإيراني، حيث قال رئيسي أمام حشد في ساحة آزادي في طهران، إن الشعب الإيراني سيحتضنهم عندئذ "بأذرع مفتوحة".
وتوقف بث الخطاب الذي نقله التلفزيون على الهواء مباشرة لمدة دقيقة تقريباً على الإنترنت ظهر خلالها على الشاشة شعار مجموعة من المتسللين المناهضين للحكومة الإيرانية تُعرف باسم عدالة علي. كما سُمع هتاف "الموت للجمهورية الإسلامية".
وردت قوات الأمن بإجراءات صارمة قاتلة في مواجهة الاحتجاجات التي تشكل واحداً من أقوى التحديات أمام الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979 التي أطاحت بنظام ملكي استمر 2500 عام.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 528 محتجاً قُتلوا حتى يوم الجمعة ومن بينهم 70 قاصراً. وأضافت أن 70 فرداً من قوات الأمن الحكومية قُتلوا أيضاً. ويُعتقد أن السلطات اعتقلت ما يصل إلى 19763 محتجاً.
فيما دعا القادة الإيرانيون ووسائل إعلام حكومية على مدار أسابيع مضت إلى مشاركة قوية في مسيرات السبت لإظهار التضامن مع الحكومة وشعبيتها، في رد واضح على الاحتجاجات.
وعشية إحياء ذكرى الثورة الإسلامية، بثت وسائل إعلام حكومية، مساء الجمعة، عروض ألعاب نارية كجزء من احتفالات ترعاها الحكومة وسط هتافات تكبير. ومع ذلك، كان من الممكن سماع الكثيرين وهم يهتفون "الموت للديكتاتور!" و"الموت للجمهورية الإسلامية" في مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي طهران، اشتملت الاحتفالات على استعراض عتاد عسكري محلي الصنع من بينه صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية وطائرة مسيرة وطراد مضاد للغواصات.
وقال رئيسي في خطابه: "لقد أدرك الشعب أن مشكلة العدو ليست هي المرأة أو الحياة أو الحرية" في إشارة إلى شعار الاحتجاجات، وأضاف: "إنما يريد أن يسلبنا استقلالنا".
وقاطعت خطابه مرات كثيرة هتافات "الموت لأمريكا"، وهو شعار معتاد في المسيرات الحكومية، كما هتف الحشد "الموت لإسرائيل"، وقال رئيسي إن "الأعداء" يروجون "لأبشع أنواع البذاءة وهي المثلية الجنسية".
عفو عن معارضين
وفي إطار عفو بمناسبة ذكرى الثورة، أطلقت السلطات الإيرانية، الجمعة، سراح فرهد ميثمي، المعارض المضرب عن الطعام في السجن، وكذلك الباحثة الأكاديمية فاريبا عادلخاه التي تحمل الجنسيتين الإيرانية والفرنسية.
وأصدر الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأحد، عفواً يشمل عدداً كبيراً من السجناء، بعضهم اعتُقلوا في احتجاجات مناهضة للحكومة في الآونة الأخيرة.
كانت الباحثة عادلخاه التي دخلت السجن عام 2019 واحدة من سبعة فرنسيين محتجزين في إيران، وأدى اعتقالهم إلى تدهور العلاقات بين باريس وطهران في الأشهر القليلة الماضية.
وفي عام 2020، حكمت السلطات الإيرانية على عادلخاه بالسجن خمس سنوات بتهم تتعلق بالأمن القومي. ونقلتها السلطات في وقت لاحق إلى الإقامة الجبرية في المنزل، لكنها عادت إلى السجن في يناير/كانون الثاني. وتنفي الاتهامات الموجهة إليها.
جاء الإفراج عن ميثمي بعد أسبوع من تحذير أنصاره من أنه معرّض للموت بسبب إضرابه عن الطعام. وكان قد اعتُقل في 2018 لاحتجاجه على إلزام النساء بارتداء الحجاب.
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية لدى إعلانها عن إطلاق سراح عادلخاه، أمس الجمعة، إلى منحها حرياتها "بما في ذلك العودة إلى فرنسا إن شاءت".
فيما قال محاميها حُجة كرماني: "من الناحية القانونية يعتبر ملفها منتهياً، ومن الناحية القانونية يجب ألا تكون هناك مشكلة في مغادرة البلاد، لكن هذه القضية تحتاج لإعادة النظر. لذلك ليس من الواضح كم من الوقت سيستغرق الأمر".