قال شهود عيان إن عامل إنقاذ يحمل جهازاً إلكترونياً صغيراً رصدَ امرأة تحت أنقاض مبنى في مدينة أنطاكيا التركية التي ضربها الزلزال، وبعد 3 ساعات من التعقب والحفر، تمكن عمال الإنقاذ من إخراجها حية، حسب ما أفاد به موقع Middle East Eye البريطاني.
وتُسابق فرق البحث والإنقاذ التركية الزمنَ في غمار سعيها لإنقاذ أكبر عدد ممكن من آلاف الناجين العالقين تحت الأنقاض منذ أن تعرضت 10 مدن بالبلاد لضربات الزلزال، يوم الإثنين 6 فبراير/شباط.
في غضون ذلك، تعذَّر على كثير من فرق الإنقاذ تعقب الأحياء تحت الكتل الخرسانية المتراكمة فوق بعضها، فلجأوا إلى الصراخ وتسمُّع أصوات الاستغاثة لتحديد مكان الضحايا.
لكن شركة عسكرية تركية تابعة للدولة بدأت في نشر جهاز خاص للكشف عن مواقع الناجين يُسمونه "دار" DAR، أو "الرادار العابر للجدران"، ويأتي هذا الجهاز من إنتاج شركة "إس تي إم" STM التركية، التي ترسله في العادة إلى القوات العسكرية وغيرها من قوات الأمن لاستخدامه في عملياتها، لكن الجهاز ذاته يمكن استعماله ضمن معدات الطوارئ المستخدمة في التعامل مع حالات الكوارث.
فيما يعتمد الجهاز على نظام رادار يجمع بيانات الموقع ثنائية الأبعاد للأهداف المرصودة عبر الجدران، سواء أكانت عناصر ثابتة أم متحركة. ويشيع استعماله في الأماكن المغلقة التي لا يُتاح الوصول المرئي إليها. ويستخدم الجهاز إشارات النطاق الترددي فائقة العرض (ultra-wideband signals) لتعقُّب حركة الأجسام.
وكان كريم كنيك، رئيس الهلال الأحمر في تركيا، شدَّد على أن أول 72 ساعة بعد الزلزال ساعات حاسمة في جهود البحث والإنقاذ، لكنه أشار إلى العقبات التي تعترضهم بسبب "الظروف الجوية القاسية".
وقال جندي تركي مطلع على جهاز DAR واستعماله، لموقع MEE، إن الجهاز قادر على رصد الترددات الإيقاعية، مثل ضربات القلب، ومن ثم يمكن استخدامه لفحص المواقع التي يشتبه في وجود ضحايا بها، والعثور عليهم. وهو "جهاز صغير الحجم وبسيط التركيب يسهل استخدامه أثناء الكوارث"، و"يمكن أن يقدم عوناً كبيراً [لفرق البحث والإنقاذ]".
يبلغ نطاق الإشارة الترددية للجهاز 22 متراً، وقد رصد الناجية في عملية أنطاكيا على عمق 2.5 متر من السطح. ويعتمد على جهاز يوضع على الخرسانة، ولوحة تحليل للبيانات التي يرسلها الرادار، لرصد الحركات ومسافة الركام التي تحول دون الوصول إلى المحاصرين.
قالت شركة "إس تي إم" لموقع MEE إنها ستسلِّم جميع القطع المتاحة من الجهاز لفرق الطوارئ خلال الأيام المقبلة.
فيما انضمت إلى جهود البحث والإنقاذ دول مختلفة من جميع أنحاء العالم، منها اليونان ولبنان واليابان وبولندا والمجر وإسرائيل وفرنسا. وعرضت عشرات الدول المساعدة بإرسال المعدات والإمدادات الأساسية.
مع ذلك، يذهب خبراء إلى أن تعداد القتلى في تركيا سيستمر في الارتفاع لأن كثيراً من المباني المنهارة لا تزال مليئة بالقتلى من جراء الزلزال، وفي سياق الرد على الاتهامات بأن الحكومة عجزت عن توفير عدد كافٍ من رجال الإنقاذ لإخراج الضحايا.