نشر حساب منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" مقطع فيديو لعملية إنقاذ طفلة من تحت أنقاض منزلها المدمر في مدينة سلقين غربي محافظة إدلب شمالي سوريا، إثر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.
لا يوثق المقطع المصور عملية الإنقاذ فحسب، بل يسجل حواراً مؤثراً يفطر القلوب بين الطفلة ليلاس، التي تقول ببراءة بين ركام الحجارة، إنها دخلت في سن العاشرة، ليرد عليها أحد رجال الإنقاذ: "ما شاء الله"، لعلّه يمسح عنها القليل من الصدمة التي تعيشها.
لكن هول المأساة بالنسبة لهذه الطفلة عظيم، فأفراد عائلتها قضوا تحت الأنقاض، حيث قالت لحظة انتشالها من بين الركام إن إخوتها وأمها في الداخل "لكنهم ميتون".
قبل ذلك، يبدأ الحوار بين رجل إنقاذ بدا منهكاً، وقد أسند ظهره على حجارة خرّت قبيل ساعات على رؤوس ساكنيها، يسأل الطفلة عن اسمها لترد: "ليلاس"، ويسألها عن عمرها لتجيبه بأنها تبلغ العاشرة، ثم تستدرك ببراءة أنها "دخلت في العاشرة".
"عما قليل سنصل إليك".. يقول لها أحد رجال الإنقاذ محاولاً طمأنتها، ليواصل أحدهم أعمال الحفر للوصول إليها.
ونجح الدفاع المدني في انتشال الطفلة بعد جهد كبير، وحينما سألها أحدهم فيما لو كان أحد لا يزال عالقاً في الداخل، أجابت: "إخوتي جوا بس ميتين وأمي".
كان زلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
مأساة الزلزال
يشار إلى أن العديد من المشاهد المؤثرة انتشرت عبر مواقع التواصل تُظهر حجم المأساة التي تعرض لها الآلاف في سوريا وتركيا على حد سواء، نتيجة الزلزال المدمر.
من بين تلك المشاهد، لحظة توثق إنقاذ رضيع وعائلته من تحت أنقاض منزلهم المدمر في بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بريف مدينة حلب شمالي سوريا، من قبل كوادر منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء".
وعقب الزلزال ظلت العائلة تلتقط أنفاسها من تحت الأنقاض، بينما تظهر طفلة صغيرة بمقطع الفيديو والدماء تسيل من ذراعها وعليها آثار الحجارة التي كان بعضها عالقاً برأسها ووجها، ومن تحتها رضيع مسجّى بغطاء.
يجسد المشهد مأساة من جملة المآسي التي تسببت بها كارثة الزلزال المدمر، الذي تزامن مع منخفض جوي حاد وظروف معيشية وإنسانية صعبة في سوريا التي دمرتها الحرب ولا تزال منذ 12 عاماً.
في سياق متصل، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، مقطع فيديو لعمال إنقاذ وهم ينقذون أسرة سورية بالكامل من تحت أنقاض منزلهم الذي تهدم عليهم بسبب الزلزال.
في مشهد "احتفالي" تخلله التهليل والتكبير والبكاء، استطاعت فرق الإنقاذ إخراج عائلة سورية كاملة من تحت الأنقاض في الشمال السوري بعد 40 ساعة كاملة قضوها أسفل الركام الذي منع عنهم الحركة.
بمجرد إنقاذ الرجل وزوجته وأطفاله استقبلهم الأهالي بالتكبير والتهليل، ووثق الكثيرون هذه اللحظات وتداولوا لقطاتها على منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وقال أحدهم: "الحمد لله، استطعنا رؤية خبر جميل في هذه الأيام الحزينة، هذا الفيديو زرع في نفوسنا التفاؤل والأمل بإنقاذ ما تبقى من العوائل".