حذَّر خبراء جيولوجيا ومختصون في الثروات الطبيعية والزلازل، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، من أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا صباح الإثنين 6 فبراير/شباط 2023 وتسبب في مقتل المئات وإصابة الآلاف، فضلاً عن تدمير مئات المنازل، من الممكن أن يحفز أماكن أخرى؛ ما يؤدي إلى حدوث زلازل شديدة خلال الأيام المقبلة.
كان زلزال قد ضرب تركيا وسوريا، فجر الإثنين، بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، أعقبه آخر بقوة 7.6 درجة، مخلّفَين خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين. وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ارتفاع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد إلى 1498 شخصاً.
حيث أفاد رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية، يونس سيزر، في تصريح صحفي، الإثنين، بأن 1498 شخصاً لقوا مصرعهم جراء الزلزال الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش وبلغت قوته 7.7 درجة. وأضاف أن عدد المصابين ارتفع إلى 8 آلاف و533 شخصاً، فيما بلغ عدد المباني التي تدمرت بفعل الزلزال 2834. في حين بلغت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق النظام والمعارضة) 783 قتيلاً و2284 مصاباً، جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين ومركزه جنوب تركيا. ونقلت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" عن الوزارة قولها إن معظم الإحصائية الجديدة جرى رصدها في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس.
خبراء جيولوجيا يحذرون من زلازل جديدة
الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية بمصر، قال في معرض حديثه مع "عربي بوست"، عن الزلزال الذي حدث في تركيا وسوريا، وما إذا كانت هناك احتمالية لحدوث زلازل أخرى ناتجة عن تحفيز أرضي وليس توابع ضعيفة نتيجة للزلزال الأصلي، إنه من المتوقع بالفعل أن يحدث تحفيز للزلازل في أماكن أخرى، كنتيجة طبيعية لحدوث زلزال قوي مثل الذي حدث في تركيا.
"القاضي" وفي تصريحات خاصة لـ"عربي بوست "، قال إن المواطنين ربما يظنوا أن الزلزال الذي سيحدث في مناطق أخرى هو أحد توابع الزلزال القوي الذي ضرب جنوب تركيا وسوريا، لكن ذلك ليس صحيحاً، على حد قوله.
أشار إلى أن المنطقة التي يحدث فيها الزلزال الجديد تكون منطقة بعيدة عن مكان الزلزال القديم؛ ومن ثم يكون ذلك نتيجة كتحفيز لأماكن أخرى وليس توابع له، مشدداً على أن توابع الزلازل دائماً ما تكون ضعيفة من حيث القوة.
في حين قال جاد القاضي كذلك، إن المنطقة التي حدث فيها الزلزال وما حولها منطقة زلازل نشيطة منذ آلاف السنين، مشيراً إلى أن المنطقة شهدت زلزالاً قوياً للغاية في عام 1990، تسبب في وفاة المئات وإصابة الآلاف، مطالباً حكومات الشرق الأوسط بالتكاتف من أجل مواجهة هذه الزلازل المحتملة التي سوف تغير شكل المنطقة.
من جانبه قال الدكتور محمد الجزار، الخبير المصري في الثروات الطبيعية والزلازل، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن الزلزال حدث في هذه المنطقة، في إشارة إلى سوريا وتركيا، لأنها منطقة زلازل تكونت منذ آلاف السنوات بعد تكوين كوكب الأرض وانفلاق المنطقة وتكوُّن البحر المتوسط، ما خلق قلاقل كثيرة في المنطقة وجعلها عرضة لزلازل مستمرة.
أشار إلى أن فرنسا كانت لها تجارب في البحث حول الزلازل بهذه المنطقة منذ سنوات، وأنها ترى أن هناك ما يُعرف بالقارة المفقودة في البحر المتوسط والتي اختفت تحت المياه بعد ظهور البحر المتوسط، وهي كلها عوامل جيولوجية توفر مناخاً جيداً للزلازل.
وشدد على أن المهم الآن هو ما بعد حدوث الزلازل، مطالباً تركيا والأوروبيين ودول الشرق الأوسط بالتكاتف من أجل مواجهة احتمالية حدوث زلازل مدمرة في المستقبل القريب.
جسر جوي لنقل فرق الأنقاذ لمتابعة الزلزال
يذكر أن بيانات ملاحية كشفت توجُّه 7 طائرات شحن عسكري تابعة للقوات الجوية التركية، منذ صباح الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، إلى قاعدة أنجرليك الجوية بمدينة أضنة، وإلى غازي عنتاب جنوبي البلاد، لنقل فرق الإنقاذ لمتابعة تطورات الأوضاع الناجمة عن الزلزال الذي ضرب البلاد.
كما أظهرت البيانات توجه طائرة تابعة لوزارة الصحة التركية إلى مطار مدينة أضنة، وذلك حسبما نشر موقع "الجزيرة نت". فيما وصل عدد الضحايا إلى 1498 قتيلاً وإلى 8 آلاف و533 مصاباً.
كانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت إطلاق "ممر المساعدة الجوية" لنقل فرق البحث والإنقاذ إلى منطقة الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد فجر الإثنين. وبدأت طائرات نقل تابعة للجيش التركي بنقل فرق البحث والإنقاذ ومعداتهم إلى الأماكن المنكوبة، كما تقوم طائرات إسعاف بتنفيذ مهام في إطار "ممر المساعدة الجوية"، وفق ما قالته وكالة الأناضول، الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.