أصدر المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، الأحد 5 فبراير/شباط 2023، عفواً عن عدد كبير من السجناء الذين اعتقلتهم السلطات لأسباب لها علاقة بالاحتجاجات التي شهدتها إيران منذ سبتمبر/أيلول 2022، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني عقب اعتقالها من قبل الشرطة.
وسائل إعلام رسمية في إيران، قالت إنه "سيتم العفو عن السجناء الذين لا يواجهون اتهامات بالتجسس لصالح وكالات أجنبية، أو بوجود صلة مباشرة تربطهم بعملاء في الخارج، أو بتعمد القتل، أو التسبب في الإصابة، أو بالتسبب في دمار وإحراق ممتلكات الدولة، أو من لا يوجد مدع خاص في قضاياهم".
من جانبها، ذكرت وكالة رويترز أن قرارات العفو ستُعلن بمناسبة ذكرى قيام "الثورة الإسلامية" عام 1979.
يأتي هذا العفو بعد أن أقدمت السلطات الإيرانية على إعدام عدد من المعتقلين على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات، وأثارت الإعدامات غضباً داخل إيران، إضافة إلى انتقادات دولية واسعة، وتقول وكالة أنباء نشطاء حقوق الانسان (هرانا) إن السلطات اعتقلت نحو 20 ألف شخص في الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
كانت مصادر مطلعة رفيعة المستوى في حوزة النجف بالعراق، قد قالت لـ"عربي بوست" نهاية يناير/ كانون الثاني 2023، إن أحكام الإعدام الأخيرة التي قامت بها السلطات الإيرانية "قد أزعجت آية الله العظمى علي السيستاني"، الذي يُعد أكبر وأبرز رجل دين شيعي في العراق، وهو المرجعية الشيعية المؤثرة في الحوزة الدينية في النجف.
أوضح المصدر المطلع المقرب من نجل السيستاني، لـ"عربي بوست" أن آية الله علي السيستاني "أرسل رسالتين إلى السيد علي خامنئي، بعد إعدام المعتقلين الشباب"، وأضاف أن "الرسالتين كانتا عبارة عن طلب شديد الأهمية لوقف عمليات الإعدام، وقد أوضح السيستاني لخامنئي، أن هذه الأحكام تحتاج إلى مراجعة وتدقيق لعدم الإساءة إلى الأحكام الفقهية"، على حد قوله.
بحسب المصدر أيضاً فإن السيستاني حذر في رسالته إلى خامنئي من تصاعد الغضب الشعبي بسبب أحكام الإعدام.
يُذكر أن الاحتجاجات اندلعت إثر وفاة الشابة أميني (22 عاماً)، بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة". ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها. بينما قالت السلطات إنها ستفتح تحقيقاً للوقوف على سبب الوفاة.
امتدت المظاهرات التي انطلقت شرارتها قبل أكثر من أسبوع خلال جنازة الشابة أميني على نطاق واسع، وتحولت لأكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات.