حذَّر ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، السبت 4 فبراير/شباط 2023، من أن بلاده ستردُّ بشكل سريع وقاسٍ، في حال أقدمت أوكرانيا على قصف شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو، أو عمق الأراضي الروسية، ملوحاً باستخدام النووي، في وقت تترقب كييف تلقيها صواريخ بعيدة المدى.
ميدفيديف قال إنه "في حال شن ضربات أوكرانية على القرم، لن تكون هناك مفاوضات، لن يكون هناك سوى ضربات انتقامية فقط.. كل أوكرانيا المتبقية تحت حكم كييف ستحترق"، وفقاً لما أورده موقع "روسيا اليوم".
كذلك أكد ميدفيديف أن ردَّ روسيا سيكون "بكل الوسائل"، مضيفاً: "روسيا لا تضع لنفسها أي قيود، واعتماداً على طبيعة التهديدات، فهي مستعدة لاستخدام جميع أنواع الأسلحة (…) وضمن ذلك أساسيات الردع النووي، يمكنني أن أؤكد لكم أن الإجابة ستكون سريعة وصارمة ومقنعة".
تأتي تهديدات ميدفيديف- الذي كان رئيساً سابقاً لروسيا- في وقت تلقت أوكرانيا وعوداً بالحصول على أسلحة غربية طويلة المدى، في إطار مساعدة عسكرية يعول عليها رئيسها، فولوديمير زيلينسكي، لوضع حد لما قال إنه "عدوان روسيا الوحشي".
زيلينسكي قال مساء الجمعة 3 فبراير/شباط 2023، معلقاً على هذه الوعود: "كلما كان مدى أسلحتنا طويلاً وكلما كانت حركة قواتنا أكبر، انتهى عدوان روسيا الوحشي بسرعة".
تشمل المساعدات، مساعدة أمريكية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 2.2 مليار دولار أعلنتها واشنطن أمس الجمعة، وتتضمن صواريخ قد تُضاعف تقريباً مدى الضربات الأوكرانية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن "البنتاغون".
تتضمن الأسلحة خصوصاً قنابل صغيرة من نوع GLSDB متصلة بصواريخ يتمّ إطلاقها من الأرض ويصل مداها إلى 150 كيلومتراً، وقد يعني ذلك أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، باستثناء معظم مناطق شبه جزيرة القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريباً، مما يجبر موسكو على نقل بعض الذخيرة ومواقع تخزين الوقود إلى روسيا نفسها.
الناطق باسم البنتاغون اللفتنانت غارون غارن، قال إن "تسليم هذه القنابل لن يحصل قبل أشهر عدة"، بسبب مواعيد الإنتاج، وامتنع عن تحديد عدد هذه القنابل "لأسباب أمنية".
في هذا الصدد قال زيلينسكي إنه "إذا تسارعت عمليات تسليم أسلحة (غربية إلى كييف)، لا سيما أسلحة بعيدة المدى، فلن نكتفي بعدم الانكفاء من باخموت، بل سنباشر وضع حد لاحتلال دونباس"، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تسيطر روسيا على قسم منها.
كذلك شدد على أن الجيش الأوكراني "سيدافع ما استطاع" عن مدينة باخموت المهمة في شرق البلاد والتي يسعى الجيش الروسي للاستيلاء عليها منذ أشهر.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، الجمعة 3 فبراير/شباط 2023، إن الدبابات الجديدة المقدمة من دول حلف شمال الأطلسي ستكون بمثابة "قبضة من حديد" في هجوم مضاد تشنه كييف لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية.
أضاف أوليكسي ريزنيكوف في مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي، أن الإمدادات الغربية من المدفعية عيار 155 على درجة بالغة من الأهمية لأوكرانيا لمواجهة الهجمات الروسية في الجنوب والشرق.
في موازاة ذلك، أعلنت باريس أن فرنسا وإيطاليا ستمدان كييف في الربيع بمنظومة دفاع أرض/جو متوسطة المدى من طراز "مامبا"؛ لمساعدة أوكرانيا على "الدفاع عن نفسها في وجه هجمات المسيّرات والصواريخ والطائرات الروسية".
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم، في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.