أظهرت استطلاعات للرأي عامة وخاصة، أن شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شهدت ارتفاعاً إلى أعلى مستوى لها منذ عامين، وذلك في أعقاب زيادة ضخمة في مستوى الإنفاق، واتخاذ خطوات استفاد منها ملايين المصوتين، قبل أن تبدأ الانتخابات الرئاسية المنتظر عقدها في مايو/أيار 2023، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
الموقع أوضح في تقرير له نُشر الأربعاء 1 فبراير/شباط 2023، أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الدعم الشعبي لأردوغان عاد إلى مستويات فبراير/شباط 2021، قبل أن تبرز مشكلة التضخم في البلاد.
اثنان من استطلاعات الرأي الخاصة واللذان أُجريا في يناير/كانون الثاني 2023، أظهرا أن 40% إلى 42% من المستجيبين قالوا إنهم سيصوتون لأردوغان في الانتخابات القادمة، بينما حصل حزبه "العدالة والتنمية" وشريكه في الائتلاف حزب الحركة القومية، معاً على مستويات الدعم نفسها.
يُشير استطلاع رأي عامٍّ آخر أجراه مركز دراسات الأثر الاجتماعي (TEAM) بين 11 و14 يناير/كانون الثاني 2023، إلى أن حزب العدالة والتنمية حصل على 37.5%، فيما حصل حزب الحركة القومية على 6.5%، لتصل نسبتهما معاً إلى 44%، وتضمن هذا الاستطلاع مقابلات شخصية مع 2524 شخصاً في 16 محافظة.
مركز Team قال في تقريره، إن "تحالف الشعب" الذي يقوده أردوغان تقدم بفارق 2.7 نقطة، ليسد الفجوة التي كانت موجودة في العام 2022، عندما تقدم "تحالف الأمة"، الذي يقوده حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، بفارق 5.6 نقطة.
كان الرئيس التركي قد قرر زيادة الحد الأدن للأجور في البلاد، كما اتخذت حكومته إجراءات عدة لدعم الاقتصاد، إضافة إلى إلغاء أردوغان شرط سن التقاعد، في خطوة سمحت لأكثر من مليوني عامل بالتقاعد على الفور.
من جانبه، يعتقد مدير البحوث بمركز Team، أولاس تول، أن القفزة الكبيرة التي حققها الحزب الحاكم كانت طبيعية، في أعقاب الخطوات التي اتخذها أردوغان لمساعدة أعداد كبيرة من أفراد الشعب المتضررين من تدهور الاقتصاد التركي.
أضاف تول في تصريح للموقع البريطاني، أن "السبب أنه كان هناك تعافٍ بسيط من قاع المشكلات الاقتصادية، وهو ما أدى إلى الشعور بأن الأمور تتحسن"، واعتبر أن "المشكلات لا تزال قائمة، لكن تأثير المشكلات على مشاعر الناخب قلّت، لأنهم اعتادوا على الأزمة وخَفَتَ الشعور بتأثير التضخم".
تول قال أيضاً إن "التصويت الشخصي لصالح أردوغان يأتي على قدم المساواة مع التصويت لحزبه في بحوثنا".
يُشير الموقع البريطاني إلى أن ثمة ميزة أخرى يتمتع بها أردوغان حتى الآن، وتتمثل في غياب المنافس؛ نظراً إلى أن ائتلاف المعارضة المسمى بـ"الطاولة السدادسية"، لم يقترح حتى الآن مرشحاً توافقياً.
في هذا الصدد، يرى عثمان سرت، مدير البحوث لدى شركة البحوث والاستشارات المستقرة في أنقرة PanoramaTR، أن المعارضة تبدو غير منظمة.
أشار سرت إلى أن ارتفاع شعبية أردوغان في استطلاعات الرأي، وضمن ذلك استطلاعات الرأي التي أجرتها شركته PanaromaTR، لا يزال أقل بـ8 إلى 10 نقاط من عتبة الـ50% التي يحتاجها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
يشار إلى أن "الطاولة السداسية" تضم 6 أحزاب هي: الشعب الجمهوري، والجيد، والسعادة، والديمقراطي، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم، وبينما يعتبر أول حزبين هما الأكبر ويحجزان مقاعد داخل البرلمان، فإن الأربعة المتبقية لا تزال صغيرة وخارج البرلمان.