عرضت القناة 13 الإسرائيلية، الأحد، 29 يناير/كانون الثاني 2023، أول مقطع فيديو يُظهر لحظة الهجوم التي نفذها الشاب الفلسطيني خيري علقم في مستوطنة "النبي يعقوب" بمدينة القدس، والتي أدت إلى مقتل 7 إسرائيليين وإصابة آخرين، ولا يظهر الفيديو مهاجمة علقم لكنيس يهودي بشكل مباشر كما ذكرت الرواية الإسرائيلية.
بحسب رواية القناة الإسرائيلية، يظهر المهاجم في الفيديو وهو يمشي، ويظهر وراءه ما قالت القناة إنه مستوطن، وبعد ثوانٍ يعود المهاجم ويطلق النار على المستوطن.
لا يُظهر الفيديو أي إشارة على مهاجمة منفذ عملية القدس للكنيس المعروف بـ"كنيس عيتارات أفراهام"، ويناقض الفيديو ما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ليلة الهجوم.
أدرعي قال في تغريدة يوم الجمعة، 27 يناير/كانون الثاني 2023: "من يرتكب اعتداء إرهابياً (بكنيس يهودي) ويقتل مصلين ليس بطلاً، بل إنه إرهابي جبان لا دين له. ويل لمن يوزع الحلوى ابتهاجاً بقتل الأبرياء".
وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد قالت إن منفذ عملية القدس وصل إلى المكان في الساعة 20:15 من مساء الجمعة، وبحسب تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن الشرطة الإسرائيلية، فإن الشاب علقم أطلق النار على بُعد 100 متر من تجمع مستوطنين عند الكنيس، ثم واصل التقدم نحوه وأطلق النار على المارة.
كانت وكالات أنباء قد نشرت صوراً لعدد من جثامين القتلى الإسرائيليين برصاص علقم، وتظهر الجثث في أماكن تبعد أمتاراً عن مكان الكنيس.
واشتكى إسرائيليون، في حديثهم إلى وسائل إعلام، من تأخر الشرطة الإسرائيلية في الوصول إلى المكان، وقال أحد السكان، يعيش في موقع الهجوم، إن الشرطة لم تأتِ إلا بعد 20 دقيقة.
أثارت عملية القدس، صدمةً لدى الإسرائيليين، واعتبره البعض فشلاً لحكومة نتنياهو الجديدة، وإخفاقاً للوزير بن غفير، الذي حمّله إسرائيليون مسؤولية عملية إطلاق النار بمدينة القدس، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
كذلك شنَّ رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوماً على وزير الأمن القومي المتطرف في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، واعتبره مسؤولاً عن عملية إطلاق النار في القدس.
يأتي هذا فيما، توعَّد رئيس الوزراء نتنياهو بردٍّ "قوي وسريع ودقيق" على عملية القدس، وذلك في الوقت الذي أرسل فيه الجيش الإسرائيلي مزيداً من القوات إلى الضفة الغربية المحتلة.
نتنياهو قال أثناء الاجتماع مع حكومته الأمنية المصغرة: "لا نسعى للتصعيد، لكننا مستعدون لأي سيناريو"، وأضاف في وقت لاحق أن الحكومة الأمنية المصغرة قررت إصدار مزيد من تصاريح حمل الأسلحة للمدنيين، لحماية أنفسهم من الهجمات، وقبل الاجتماع قال بن غفير إنه سيدفع باتجاه هذه الخطوة.
يُشار إلى أن هجوم القدس جاء بعد يوم من عملية نفَّذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن قتل الجيش 9 فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.