أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أدلى بها خلال لقاء مع الشباب في ولاية بيليجيك وسط تركيا، الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2023، أن بلاده يمكن أن تعطي فنلندا رسالة مختلفة تصيب السويد بصدمة بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
لفت أردوغان إلى أن تركيا طلبت تسليم مجموعة من الإرهابيين المقيمين في السويد، وعددهم 120، لكي توافق على انضمام الأخيرة للناتو. وأوضح أن الجانب السويدي ادعى أنه أجرى تعديلات دستورية واتخذ إجراءات في هذا الصدد وكأنه يسخر من تركيا. وتابع: "هؤلاء يظنون أن تركيا اليوم هي نفسها قبل 20 أو 30 أو 40 عاماً، لكنها ليست كذلك".
أضاف أردوغان: "يمكن أن نعطي فنلندا رسالة مختلفة إذا لزم الأمر، وعندها سوف تصاب السويد بصدمة، ولكن يجب ألا ترتكب فنلندا نفس الخطأ".
استنكار تركي لحرق المصحف
في الوقت نفسه، استنكر الرئيس التركي سماح السلطات السويدية لأنصار اليمين المتطرف بحرق نسخ من المصحف قبل أيام. وقال أردوغان في هذا الصدد: "هل قضوا على الإسلام بحرقهم المصحف؟ هم كشفوا فحسب قدر الفساد الذي استشرى بينهم".
أشار إلى ضرورة الصمود والتصدي قدر المستطاع لهذه الممارسات، مؤكداً أن الله (سبحانه وتعالى) هو الذي يحفظ ويحمي كتابه.
في حين شهدت السويد والدنمارك وهولندا في الآونة الأخيرة عمليات حرق نسخ من المصحف من قبل شخصيات يمينية متطرفة، يتصدرها زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي المتطرف راسموس بالودان.
في وقت سابق شدد مجلس الأمن القومي التركي على ضرورة أن تتصرف الدول الراغبة في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" وفقاً لقانون الحلف وروحه. جاء ذلك في البيان الصادر، عقب انتهاء اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة.
بحسب البيان، قيم المجلس التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية المهمة للأمن القومي التركي العام الماضي، والقضايا التي سيتم تنفيذها والتدابير الواجب اتخاذها في مواجهة التحديات في 2023.
أشار إلى ضرورة أن تفي السويد وفنلندا عبر خطوات ملموسة بالتزاماتهما النابعة عن مذكرة التفاهم الثلاثية بشأن مكافحة التنظيمات الإرهابية.
كما لفت إلى أن تركيا تدعم سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي، مع ضرورة الوفاء بالالتزامات الناشئة عن مذكرة التفاهم بشأن مكافحة الإرهاب، خصوصاً تنظيمات "بي كي كي" و"بي واي دي" و"غولن"، واتخاذ خطوات ملموسة في أقرب وقت.
شركاء في جرائم الكراهية
كما أدان المجلس الاعتداءات المسيئة للقرآن الكريم، مشيراً إلى أن "من يشجعون ويرعون الأعمال التي تستهدف أسس حرية الأديان والفكر هم شركاء في جرائم الكراهية".
أوضح البيان أن المجلس تلقى إحاطة بشأن العمليات المستمرة بحزم وإصرار ونجاح داخل تركيا وخارجها ضد التهديدات الإرهابية ومناقشة التدابير الإضافية الممكنة بهذا الصدد. وتم التشديد على مكافحة جميع أنواع التهديدات والمخاطر وخاصة التنظيمات الإرهابية "بي كي كي" و"بي واي دي" و"غولن" و"داعش".
فيما أشار البيان إلى أن "بي كي كي" و"بي واي دي" الإرهابيين وداعميهما، يشكلون أكبر عقبة أمام تحقيق الشعب السوري للسلام والاستقرار والازدهار. وأضاف أن القضاء التام على تلك التنظيمات سيفتح الطريق أمام حل شامل يقوم على أساس سلامة الأراضي السورية وسيادتها.
مطالب أمريكية بحل الخلاف بين تركيا والسويد
في سياق متصل، قال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية للأمن القومي في البيت الأبيض، إنه يتعين على السويد وفنلندا وتركيا حل خلافاتها فيما بينها.
لفت كيربي في مؤتمر صحفي إلى أن واشنطن تدعم بقوة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، إلا أنها ترى ضرورة أن يتم حل الخلافات مع تركيا فيما بين الدول الثلاث.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تدرك مخاوف تركيا فيما يتعلق بعضوية السويد وفنلندا في الناتو، مؤكداً ضرورة مواصلة المفاوضات بهذا الخصوص.
يذكر أنه في 28 يونيو/حزيران 2022، وقّعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن انضمام البلدين الأخيرين إلى الناتو بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن التعاون بملف مكافحة الإرهاب.