كشف مصدر دبلوماسي عربي لـ"عربي بوست"، أن الاجتماع الخماسي حول لبنان سيُعقد يوم الأربعاء، 6 فبراير/شباط 2023، بحضور كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وقطر، والسعودية، وفرنسا ومصر التي انضمت مؤخراً.
وأضاف المصدر نفسه أن البلدان المشاركة في الاجتماع الخماسي حول لبنان ستعقد اجتماعات ثنائية بهدف وضع خارطة طريق لاختيار الرئيس اللبناني المقبل، بالإضافة إلى رئيس حكومة جديد.
من جهة أخرى، كشف مصدر دبلوماسي أوروبي لـ"عربي بوست"، أن الطرفين الفرنسي والقطري سيتوليان عملية الحوار مع الجانب الإيراني، كونه المؤثر الرئيسي على حزب الله في الملف اللبناني.
وأضاف المصدر نفسه أن حزب الله مضطر للذهاب نحو حل للأزمة، كونه جزءاً من التركيبة اللبنانية، وهو حريص على إشعار بيئته أنه يقوم بانتشالها من أزمتها وعزلتها التي تسبب بها خلال المراحل السابقة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن الترتيبات بين طهران والرياض حول الملف اللبناني من المتوقع أن تأتي بحلٍّ وتسويةٍ للأزمة اللبنانية، ما دام هناك تقدم بالحوار بين الجانبين على ملفات المنطقة، وهو ما ترعاه سلطنة عمان وقطر منذ مدة.
وحسب المصدر فإن الفرنسيين يتواصلون دورياً مع حزب الله، ويشعرون أنه يواكب الطاولة الخماسية، وكذلك يبدي إشارات قبوله بتسوية، ما دامت لن تمسّ وجوده وسلاحه.
تفاصيل الاجتماع الخماسي حول لبنان
أكد مصدر "عربي بوست" أنه من المفترض أن يُشارك في الاجتماع الخماسي حول لبنان كل من وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باتريك دوريل.
أما عن الجانب السعودي، فسيحضر نزار العالولا، مستشار الديوان الملكي والمسؤول عن الملف اللبناني في الرياض، فيما سيمثل الدوحة مساعد وزير خارجيتها محمد الخليفي، أما الجانب المصري فلم يحدد حتى الساعة حجم مشاركته.
وبحسب المصدر ذاته، فإن البلدان المشاركة ستعمل على الخروج بصيغة تسوية بهدف وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة في لبنان، كما أنهم يعتزمون اقتراح برنامج واضح على الكتل السياسية لتنفيذه، ليؤدي إلى انتخاب رئيس البلاد وتشكيل حكومة.
أما بخصوص النقاط التي ستتم مناقشتها فهي مُستوحاة بشكل خاص من الاجتماع الذي عُقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في الرياض، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكانت مخرجات هذا الاجتماع تتجلى في تطبيق قرارات العلاقات الدولية، والالتزام باتفاق الطائف، وكذلك انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة تحظى بدعم المجتمع الدولي، وقادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
وبحسب المصدر، فإن هذا الاجتماع سيليه اجتماعات أخرى على مستوى أعلى في الخارجية، والاجتماعات المقبلة ستسعى للدخول في الأسماء المطروحة للرئاسة بناء على جولة قام بها موفدون ممثلون عن الولايات المتحدة ودولة قطر، حيث أجروا لقاءات مع شخصيات مرشحة لرئاستي الجمهورية والحكومة، مطلع الشهر الحالي، بهدف استطلاع مواقفها وبرامجها للمرحلة المقبلة في لبنان.
كما أن هذا الاجتماع سيناقش الورقة السياسية التي سيتم الاتفاق عليها بين الدول الخمس، وسينكبّ المشاركون على المواصفات المقبولة في شخصية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
وذلك انطلاقاً من نقطة مهمة، وهي عدم إقصاء أي طرف داخلي، وعدم تغليب مصلحة طرف على الآخر، مع الحاجة إلى انتخاب رئيس يتمتع بمواصفات توافقية ووسطية، فلا تستشعر قوى لبنانية أخرى أن انتخابه سيؤدي إلى عزلها أو الانتقام منها سياسياً.
رئيس حكومة إصلاحي
وبحسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست"، فإن الجانبين الأمريكي والقطري متفقان على أهمية إيجاد شخصية سُنية لرئاسة الحكومة، تتمتع بمواصفات إصلاحية، وبسيرة ذاتية مهمة في إدارة الأزمة والتعافي المالي، وبوضع السياسات العامة للبلاد.
والأهم من ذلك أن يكون رئيس الحكومة متوافقاً مع رئيس الجمهورية، ليحظى بثقة الخارج والداخل، لإعطاء انطباعات بأن لبنان وُضع على سكة التعافي المالي، وجاهز لوقف أي تدخل في عمل السلطة التنفيذية وفق الأداء اللبناني السائد في المراحل السابقة القائمة على المحاصصة.
ويشير مصدر "عربي بوست" إلى أن الأطراف الأساسية في هذا التلاقي الخارجي تشاورت سابقاً مع الأطراف الداخلية في لبنان، على سلة أسماء مرشحة لتولي مناصب حكومية، وتحديداً منصب رئيس الحكومة، والذي يفترض أن يكون من خارج النادي التقليدي السابق في البلاد.
ويفترض بهذا الاجتماع الخماسي حول لبنان أن يكون مفصلياً، ويتم من خلاله تسليم خلاصة الورقة النهائية للأطراف اللبنانية، والبحث مع القوى الإقليمية القادرة على المساهمة في إنجاز التسوية ورعاية الاتفاق الداخلي دون تأخير.
كما أن المدة الزمنية التي تضعها القوى الخارجية للاتفاق على الرئيس، وإتمام المهمة، تصل حتى نهاية الصيف القادم كحد أقصى، وإلا فإن الموجودين على هذه الطاولة سيضطرون لسحب مبادرتهم بكون أن الأطراف لا تريد التوصل لحل حقيقي، يُسهم في الخروج من الانهيار.