تعتزم أستراليا نشر ألغام بحرية قوية في مياهها، لردع سفن وغواصات الصين وأي معتدٍ آخر، إذ كشفت الحكومة الإثنين، 23 يناير/كانون الثاني 2023، ما سيكون أول استثمار ضخم للبلاد في هذه المتفجرات البحرية، منذ حقبة حرب فيتنام، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
متحدث باسم وزارة الدفاع الأسترالية قال: "تسرع أستراليا إلى اقتناء ألغام بحرية ذكية، ستساعدها في تأمين خطوط الاتصال البحرية وحماية البحرية الأسترالية. والقدرات الحديثة للألغام البحرية رادع كبير لأي معتدٍ".
وكانت صحيفة The Sydney Morning Herald أول من كشف عن خطة زرع الألغام في نقاط الاختناق الاستراتيجية الرئيسية، مثل المضائق والموانئ، لشل حركة السفن الحربية والغواصات المعادية المقتربة.
ومن المتوقع أن تحصل أستراليا على حوالي 1000 قطعة مما يسمى الألغام البحرية الذكية، المصممة للتمييز بين الأهداف العسكرية وأنواع السفن الأخرى، وقد استُخدمت الألغام البحرية في معظم النزاعات البحرية منذ القرن الـ14، لكنها فقدت حظوتها لدى القوات البحرية الغربية، ومن ضمنها أستراليا، في العقود الأخيرة. على أنه يعتقد أن الصين حشدت أكثر من 100 ألف لغم بحري في إطار بناء قدراتها العسكرية.
فيما ذكرت صحيفة Herald أن أستراليا ستشتري مخزوناً من الألغام البحرية الحديثة من شركة أسلحة أوروبية. ووصفت عملية الشراء المزمعة بأنها "شكل متطور من الألغام الأرضية متعددة التأثيرات، التي تتفاعل مع التأثيرات الصوتية والمغناطيسية والضغطية للسفن المارة".
وستُزرع هذه الألغام في قاع المحيط عن طريق سفينة أو غواصة، أو من الجو، ويمكن أيضاً تفعيلها وإلغاء تفعيلها عن بُعد بعد زرعها، وهذا سيسمح للسفن التجارية والبحرية الصديقة بالمرور بأمان عبر القنوات والموانئ.
فيما لا توجد معلومة مؤكدة عن الدولة التي ستزود أستراليا بهذه الالغام، لكن إيطاليا وإسبانيا من أكبر مصنعي الألغام البحرية في أوروبا.
إذ قال هيو وايت، الأستاذ الفخري في الدراسات الاستراتيجية، في الجامعة الوطنية الأسترالية: "الألغام البحرية وسيلة رخيصة وفعالة لإغراق السفن، لو فكرت في توسيع قدرتنا البحرية الردعية، فهذه من أول الأشياء التي كنت سأفعلها" وأضاف وايت: "الألغام البحرية قوية وفعالة، لكن القوات البحرية عادة ما تحجم عن الاستثمار فيها، لأنه لا بريق لها".