أقر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، حزمة عقوبات جديدة على إيران، وذلك على خلفية تعامل طهران مع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، في حين جمدت الحكومة البريطانية أصول قوات الباسيج الإيرانية، وقائد القوات البرية بالجيش الإيراني.
إذ صرحت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي في تغريدة بأن العقوبات الجديدة "تستهدف أولئك الذين يمارسون القمع في إيران"، ونددت الرئاسة السويدية بما وصفته "بالاستخدام الوحشي وغير المتناسب للسلطات الإيرانية تجاه المتظاهرين السلميين".
ونقلت وكالة رويترز عن مصادرها أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يعتزمون خلال اجتماعهم اليوم إدراج 37 شخصاً ضمن لائحة العقوبات المفروضة على طهران.
بريطانيا تفرض عقوبات على مسؤولين
في السياق، أعلنت بريطانيا حزمة جديدة من العقوبات على مسؤولين إيرانيين، ونددت بالعنف الذي تمارسه سلطات البلاد ضد شعبها، بما في ذلك إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري.
وشملت العقوبات، تجميد أصول قائد القوات البرية بالجيش الإيراني ونائب قائد قوات الباسيج وحظر سفرهما.
كذلك أعلنت الحكومة البريطانية أنها قررت تجميد أصول قوات الباسيج الإيرانية.
وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قال في بيان: "من صدرت عقوبات بحقهم اليوم، من الشخصيات القضائية التي تستغل عقوبة الإعدام لأغراض سياسية، إلى أفراد عصابات يعتدون بالضرب على المحتجين في الشوارع، هم في صميم القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد الشعب الإيراني".
تصريح بوريل
وقبل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه لا يمكن للتكتل إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية إلا بعد صدور قرار من محكمة في إحدى دول الاتحاد يفيد بذلك.
بوريل أضاف في تصريحات للصحفيين قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل: "هذا الأمر لا يمكن أن يصدر به قرار من دون محكمة، قرار من المحكمة أولاً. لا يمكنك أن تقول أنا أعدّك إرهابياً لأنك لا تعجبني".
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الإثنين، إن بلادها ترحب بجهود يبذلها قادة الاتحاد الأوروبي لإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية.
بيربوك أضافت قبل اجتماع مع نظرائها في التكتل: "ما زلنا نرى في إيران نظاماً وحشياً ضد شعبه. إن النظام الإيراني والحرس الثوري يرهبان شعبهما يوماً بعد يوم".
"سنرد بالمثل"
والأحد، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الاجتماع المغلق في البرلمان قرر الرد بالمثل على تصنيف البرلمان الأوروبي الحرس الثوري إرهابياً.
وكان مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) عقد جلسة مغلقة، الأحد، بحضور قائد الحرس ووزير الخارجية الإيراني لمناقشة قرار البرلمان الأوروبي الأخير إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب.
عبد اللهيان أضاف أن الرد بالمثل سيكون عبر قرار برلماني يضع جنود الجيوش الأوروبية على قوائم الإرهاب الإيرانية.
كما وصف وزير الخارجية الإيراني قرار البرلمان الأوروبي ضد الحرس الثوري بأنه يشبه من يطلق النار على قدميه، مشيراً إلى أن رد إيران سيثبت ذلك، حسب تعبيره.
بدوره، قال قائد الحرس الثوري، خلال الاجتماع، إنه في حال قررت الدول الأوروبية أن تتخذ إجراءات سلبية ضد الحرس الثوري فإن الرد الإيراني سيجعلها تندم، وفق تعبيره.
"إنها محاولات يائسة"
في وقت سابق، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن ما سماها إجراءات الأعداء ضد الحرس الثوري لن تحقق نتيجة، وإنها محاولات يائسة، حسب قوله.
وأكد خلال اجتماع حكومي ضرورة الرد بشكل صارم على أي خطوة لفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني من جانب الاتحاد الأوروبي.
ومنذ 16 سبتمبر/أيلول 2022، تشهد العاصمة الإيرانية طهران وعدة محافظات احتجاجات؛ إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد 3 أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" الإيرانية المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضباً شعبياً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية بإيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.