قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره، الأحد 22 يناير/كانون الثاني 2023، إنه ومع تخلي الصين عن سياستها الصحية "صفر كوفيد" للإغلاق وحظر السفر في مواجهة الجائحة، قامت بعض الدول بتقييد السفر من الصين أو فرض متطلبات دخول جديدة صارمة، ومنها المغرب الذي اتخذ الرد الأكثر عدوانية، حيث منع جميع الرحلات القادمة من الصين منذ 3 يناير/كانون الثاني 2023.
رغم ذلك، فإن شريحة رئيسية من سكان المملكة تستفيد من انتهاء الإغلاق في الصين، وهم أعداد متزايدة من المغاربة المتجهين إلى الصين لبدء أو إكمال دراساتهم.
أزمة تواجه طلاب المغرب بسبب الصين
وصل محمد أمين أخياط، البالغ من العمر 21 عاماً من الدار البيضاء، ويدرس علوم الكمبيوتر في جامعة هانغتشو ديانزي، إلى الصين في ديسمبر/كانون الأول 2022. كان ينتظر العودة منذ عام 2020، عندما تقطعت به السبل بسبب حظر سفر صيني في المغرب خلال إجازته الشتوية، وهو وضع مألوف لكثير من الطلاب المغاربة في الصين، وبعد عودته إلى مدينة هانغتشو الصينية بعد ما يقرب من ثلاث سنوات، قال أخياط إنه شعر بالقلق والإثارة.
في حين أن معظم الطلاب المغاربة الذين يسافرون إلى الخارج يختارون جامعات في أوروبا حسب بيانات موقع Erudera. لكن التكلفة المنخفضة والترتيب العالي للمؤسسات الأكاديمية الصينية جعلاها في موضع قوي للمنافسة.
من خلال ترسانة هائلة من المنح التي تمولها الجامعات الحكومية والحكومات المحلية ووزارة التعليم، يهدف المسؤولون الصينيون إلى جذب المزيد من الطلاب المغاربة وتعزيز سمعة الصين في جنوب الكرة الأرضية.
وجدت هذه الحملة جمهوراً متجاوباً في المغرب. ذكرت صحيفة Morocco World News أن أكثر من 500 مغربي تقدموا بطلبات للحصول على منح دراسية صينية للعام الدراسي 2021-2022.
آراء إيجابية "مغربية" تجاه الصين
غالبية الشباب المغاربة يشاركون الحماس إزاء الصين. ووجدت نتائج استطلاع للرأي نشر هذا الشهر من قبل الباروميتر العربي، وهي مجموعة بحثية، أن 64% من الشباب المغربي لديهم "آراء إيجابية تجاه الصين".
في سياق متصل، يتردد صدى مكانة الصين كقوة عظمى صاعدة بين المغاربة الذين يتوقون إلى النظر إلى ما وراء العالم الغربي.
قد يلعب نقص الاستثمار المغربي في التعليم العالي دوراً أيضاً. وجد استطلاع الباروميتر العربي أن 74% من المغاربة يشعرون "بعدم الرضا" عن النظام التعليمي في المملكة.
في حين يبدو أن المسؤولين الصينيين قد تخلوا عن بعض هذه النوايا الحسنة، من خلال ضوابط كوفيد الحدودية، والتي عزلت العديد من المغاربة عن الصين لسنوات.
من جهتهم، أشار الطلاب المغاربة الذين قابلهم موقع Middle East Eye البريطاني إلى عدد من الإحباطات بسبب انعدام كوفيد، بما في ذلك الأساليب غير الفعالة للتعليم عن بعد، والفرص الضائعة للتدريب الداخلي، وصعوبة مواكبة سياسات الصين الصحية المتغيرة باستمرار.
انتقد التماسٌ تقدَّم به "الطلاب المغاربة الملتحقون بالجامعات الصينية" ما أطلقوا عليه "جودة التدريس عبر الإنترنت" بالإضافة إلى "المشاكل التقنية ونقص التواصل والتركيز على النظرية بدلاً من الممارسة". وحصلت العريضة، التي دعت المسؤولين الصينيين والمغاربة إلى "مساعدة المغاربة على الذهاب إلى الصين"، على 284 توقيعاً.
قرار صيني مفاجئ
أدى قرار الصين المفاجئ بالتخلص من سياسة صفر كوفيد -وهو تنازل للمتظاهرين المناهضين للإغلاق، وبعضهم طلاب صينيون- إلى تسريع عودة المغاربة. لكن التخلي عن السياسة الصحية المميزة للصين يسمح أيضاً لكوفيد بالانتشار دون رادع.
تشير بعض التقديرات إلى أن موجة كوفيد الأخيرة في الصين يمكن أن تسبب ما يصل إلى مليون حالة وفاة، مما يحفز مجموعة من البلدان لتقييد السفر إلى هناك. ويتصدرها المغرب، الذي فرض حظر السفر الأكثر صرامة في العالم العربي لكوفيد في عامي 2020 و2021.
كذلك وفي مؤتمر صحفي في وقت سابق، هدد ماو نينغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بـ"اتخاذ تدابير مضادة على أساس مبدأ المعاملة بالمثل" ضد الدول التي تحد من دخول مواطنيها.
ومع ذلك، فقد امتنع المسؤولون الصينيون عن إفراد المغرب، ويبدو أن فرص الانتقام الصيني ضد المملكة منخفضة.
في غضون ذلك، تعلم العديد من الطلاب المغاربة التعايش مع السياسات الصحية المتطورة في الصين، واكتفى الطلاب المغاربة الآخرون، وتكثر البدائل بالنسبة للصين.
منح دراسية للطلاب في المغرب
من جهته صنَّف موقع Erudera الولايات المتحدة على أنها الوجهة الخارجية الأكثر شعبية للطلاب المغاربة بعد فرنسا.
في الوقت نفسه، يستفيد خصوم الصين من شرق آسيا من مزيجهم الخاص من المنح الدراسية والقوة الناعمة لإغراء المغاربة.
غيثة بن بوبكر، البالغة من العمر 24 عاماً من فاس بالمغرب، وضعت الصين في اعتبارها من أجل دراستها، لكنها اختارت في النهاية كوريا الجنوبية، بإلهامٍ جزئي من افتتانها بلغة البلاد وحبها للدراما الكورية، بينما تفتقر ثقافة البوب الصينية إلى نفس الجاذبية.
قالت لموقع Middle East Eye: "لقد شعرت بالخوف الشديد من اللغة الصينية وقلة معرفتي بالثقافة وأسلوب الحياة".