أظهرت دراسة جديدة أن مشاعر التشاؤم والتوترات "تتنامى" على مستوى العالم، في الوقت الذي تشتد فيه الحرب في أوكرانيا، وتجتاح عمليات التسريح مجموعة واسعة من الشركات والصناعات، وتلوح في الأفق تحديات اقتصادية أصعب، بحسب موقع Business Insider الأمريكي.
إذ أوضح استطلاع أجرته شركة الاتصالات والعلاقات العامة إدلمان Edelman كيف أن القلق العالمي من ركود محتمل يؤجج نيران الخوف وانعدام الثقة.
40% ينظرون بإيجابية للمستقبل
حيث توقع أربعة فقط من كل 10 مشاركين شاركوا في استطلاع مقياس إدلمان للثقة Edelman Trust Barometer لعام 2023 أن ظروف حياتهم وحياة عائلاتهم "ستتحسن" خلال الخمس سنوات المقبلة، وهو تراجع كبير بمقدار 10 نقاط عن العام الماضي.
وقالت الشركة، التي تنشر مقياس الثقة السنوي منذ أكثر من عقدين، إن الولايات المتحدة و23 دولة أخرى في أدنى مستوياتها على الإطلاق في هذه الفئة.
ووجد مقياس إدلمان، الذي شمل هذا العام أكثر من 32 ألف مشارك في 28 دولة، أن نسبة الثقة تتراجع في القطاع العام. فبينما قال 62% من المشاركين إنهم يثقون في الشركات، قال 51% إنهم يثقون بالمؤسسات الحكومية.
من جانبه، قال ريتشارد إدلمان، الرئيس التنفيذي لشركة Edelman، في بيان صحفي إن المشاركين -"بهامش ستة إلى واحد"- قالوا إنهم يرغبون في أن تزداد مشاركة الشركات في قضايا مثل تغير المناخ، وانعدام المساواة الاقتصادية، وتطوير مهارات القوى العاملة.
الانقسامات تزداد تعمقاً
ويؤدي تنامي "الاستقطاب" إلى خلق حالة مزاجية مشحونة في وقت تتعمق فيه الانقسامات السياسية ويرتفع احتمال شعور الناس بالنفور ممن يختلفون معهم.
وقسّمت إدلمان هذا الاستقطاب إلى ثلاث درجات: استقطاب محدود، واستقطاب معتدل، واستقطاب شديد.
وتشير درجة "الاستقطاب الشديد" إلى أن المشاركين "يرون انقسامات عميقة لا يظنون أنهم سيتجاوزونها أبداً". ووصف الناس في ستة بلدان ثقافتهم بأنها "شديدة الاستقطاب"، وهي الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وإسبانيا والسويد وكولومبيا والأرجنتين.
في الوقت نفسه، وجدت الدراسة أن البرازيل وكوريا الجنوبية والمكسيك وفرنسا والمملكة المتحدة واليابان وإيطاليا وألمانيا وهولندا "عرضة لخطر الاستقطاب الشديد".
قلة قليلة!
ومن بين من لديهم موقف قوي من قضية معينة، وجد استطلاع إدلمان أن قلة قليلة منهم فقط قد تساعد، أو تعيش قريباً من، أو تعمل مع شخص يختلف مع وجهة نظرهم". وبينما قال 30% فقط إنهم سيساعدون شخصاً محتاجاً يختلفون معه، قال 20% إنهم سيعيشون في نفس الحي الذي يعيش فيه هذا الشخص أو سيرغبون في العمل معه.
بدوره، سلط ديف سامسون، نائب رئيس شركة إدلمان الدولية لشؤون الشركات، الضوء على مخاطر الفشل في تهدئة هذه التوترات المتصاعدة.
وقال سامسون: "نمرّ بفترة تغيير منهجي هائل.. مع قوى انقسام تؤجج المشكلات الاقتصادية. وإذا أهملناها، فالنتيجة ستكون زيادة مستويات الاستقطاب، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وتعميق التمييز، والعجز عن حل المشكلات".