دارت حرب شديدة التصعيد في وحول بلدة سوليدار شرقي أوكرانيا، وذلك لرغبة روسية في السيطرة على المدينة التي تعرف بمناجم الملح والجبس، بحسب ما قال موقع Business Insider الأمريكي الأحد 15 يناير/كانون الثاني 2023.
وادعى مؤسس ميليشيا فاغنر، يفغيني بريغوجين، في وقت سابق هذا الأسبوع أن قواته حققت انتصاراً نادراً، وظهرت صور له وقواته داخل مناجم الملح الشهيرة في سوليدار، فيما نفت كييف أن تكون روسيا قد سيطرت بشكل كامل على المدينة.
وتكهن المسؤولون في الولايات المتحدة بأن روسيا، ولا سيما مجموعة فاغنر، تهدف إلى الاستيلاء على البلدة للسيطرة على مواردها من الملح والجبس، وهي موارد قيِّمة للأغراض المالية.
استضافت أوكرانيا سابقاً، داخل مناجم الملح الشاسعة في البلدة، سيمفونيات وألعاب كرة قدم وإطلاق مناطيد الهواء الساخن وغير ذلك الكثير.
تعود ملكية مناجم الملح الضخمة لشركة أرتيمسيل الحكومية، التي كانت واحدة من أكبر منتجي الملح في أوروبا، لكنها أوقفت عملياتها بعد الغزو الروسي في فبراير/شباط.
وأنتجت الشركة أكثر من 280 مليون طن من الملح منذ بدء التعدين في المدينة في أواخر القرن التاسع عشر، وفقاً لوكالة Reuters.
مدينة تحت الأرض
تحوَّلَت صالات العرض الشاسعة التي تمتد لأميال بعيدة إلى "مدينة تحت الأرض"، وفقاً لأدلة سياحية سبقت الحرب. وتضمن العالم الجوفي قاعة للحفلات الموسيقية، وملعباً لكرة القدم، وكنيسة، وحانةً، ومنتجعاً صحياً.
وأفادت وكالة رويترز، نقلاً عن موقع سياحي محلي على الإنترنت، أن المناجم يمكن أن يصل عمقها إلى ألف قدم وأنفاقها الملغومة يبلغ مجموع أطوالها 186 ميلاً. ولا يزال يتعين استخراج رواسب ضخمة.
الفوائد الصحية للملح معروفة جيداً، وبالقرب من الطريق السياحي توجد مصحة علاجية، حيث يعالج الناس من أمراض الشعب الهوائية والربو والالتهاب الرئوي المزمن وبعض أشكال الصدفية وضعف المناعة وأمراض الغدة الدرقية.
يمكن للاستيلاء على مناجم سوليدار أن يخدم غرضاً مالياً لروسيا، فمن المعروف أن ملح سوليدار نقي للغاية.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تسمح ظروف الصراع الحالية بإعادة تعدين الملح.
واتهمت الولايات المتحدة سابقاً مرتزقة من مجموعة فاغنر باستغلال الموارد الطبيعية في البلدان الإفريقية، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والسودان، للمساعدة في تمويل حرب موسكو في أوكرانيا، واستنكرت روسيا هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "غضب مناهض لروسيا".
يمكن أن يكون الاستيلاء على المناجم مفيداً أيضاً لروسيا لتعزيز موقعها الدفاعي، حيث يمكنها حشد القوات وتخزين الأسلحة تحت الأرض حيث لا تستطيع أوكرانيا مهاجمتها.
وكان بريغوجين قد قال في وقت سابق على منصة تليغرام إنه يريد الاستيلاء على "نظام مناجم سوليدار وباخموت، التي هي في الواقع شبكة من المدن تحت الأرض"، والتي قال إنها يمكن استخدامها في الحرب.
ويمكن للقوات الروسية بعد ذلك استخدام الموقع لتكثيف هجومها على مدينة باخموت القريبة، والتي كانت المحور الرئيسي للحرب في شرق أوكرانيا منذ الصيف.
كان عدد سكان بلدة سوليدار قبل الحرب ما يزيد قليلاً عن 10 آلاف نسمة، لكنها الآن تقع إلى حد كبير في حالة خراب.