أبلغت السلطات البريطانية اللاجئين الذين يواجهون الترحيل من أراضي المملكة المتحدة، بأنه ينبغي عليهم مسح بصمات أصابعهم عدة مرات في اليوم، عبر أجهزة مُزوَّدة بتقنية نظام التموضع العالمي (جي بي إس)، ما يسهل على السلطات عملية مراقبة المهددين بالترحيل.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023، إن تطبيق هذا الإجراء يأتي بموجب خطط من وزارتي الداخلية والعدل.
أشارت الصحيفة إلى أنه سيخضع أولئك المطلوب منهم استخدام الجهاز المحمول باليد، لتتبع الموقع على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وسيخزن الجهاز معلومات عنهم، بما في ذلك اسم الفرد وتاريخ الميلاد والجنسية، على أن يشاركها مع الحكومة والشرطة والسلطات الأخرى.
كذلك سيتلقى المستخدمون تنبيهات على مدار اليوم، لإرسال القياسات الحيوية الخاصة بهم، وسيُلزَمون بحمل الجهاز معهم في جميع الأوقات.
تحل أجهزة مسح بصمات الأصابع، المعروفة باسم "الأجهزة غير المُوصَلة"، محل سوار الكاحل، التي تدعم نظام تحديد المواقع العالمي للأفراد الذين أُفرِج عنهم من الاحتجاز بكفالة الهجرة، والذين قيّمتهم السلطات بأنهم يعانون من نقاط ضعف محددة، تمنعهم من ارتداء السوار، وقد يتنقل بعض الأفراد بين أنواع الأجهزة ضمن شروط الكفالة الخاصة بهم.
ظهرت الخطط للعلن بعد إرسال وزارة الداخلية رسالة بالخطأ إلى منظمة Bail for Immigration Detainees، وهي مؤسسة خيرية مثّلت رجلاً خاضعاً لأمر ترحيل، بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه من الاحتجاز قبل عام.
في الرسالة، تنص وزارة الداخلية على أنَّ جميع بيانات الموقع "ضرورية لمراقبة امتثالك أثناء ظروف المراقبة الإلكترونية الخاصة بك، وبالتالي ضرورة إدارة التنفيذ القانوني لتطبيق شروط الكفالة الخاصة بالهجرة".
كانت الحكومة قد منحت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عقداً لشركة Buddi Limited لإنتاج ماسحات بصمات الأصابع.
تُشير The Guardian إلى أنه في العقد المُبرَم مع الحكومة، تنص شركة Buddi Limited على أنَّ الأجهزة غير المُوصَّلة هي حل "أكثر ملاءمة" من سوار الكاحل، وهي مصممة لمراقبة الأشخاص على مدى فترات طويلة من الزمن.
لكن نشطاء يقولون إنَّ أجهزة البصمات تطفلية بنفس قدر أساور الكاحل، وقالت لوسي أوديبرت من منظمة الخصوصية الدولية: "لم نرَ أية ضمانات في أحدث سياسة لكفالة الهجرة على حماية الأفراد (…)، كما أننا لا نملك أية معلومات أو ضمانات حول معدلات دقة التكنولوجيا، وبالتالي لا توجد ضمانات ضد سوء التعريف".
من جانبها، قالت آني فيسواناثان، مديرة منظمة Bail for Immigration Detainees الخيرية: "لقد تحدثنا إلى العديد من الأشخاص حول تأثير المراقبة على مدار الساعة من وزارة الداخلية باستخدام تقنية نظام التموضع العالمي. وما يثير الدهشة، أنَّ هذا كان له تأثير كارثي، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشكلات الصحة العقلية أو ضحايا التعذيب أو الاتجار".
أضاف فيسواناثان: "أظهر بحثنا أنَّ هذا يؤدي إلى مزيد من العزلة الاجتماعية والشعور بالعار بين مجموعة مهمشة بالفعل، ويمثل امتداداً لاحتجاز المهاجرين خارج الجدران المادية لمركز الاحتجاز".
كانت صحيفة The Times البريطانية، قد ذكرت الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2023، أن المهاجرين الذي يدّعون أنهم أطفال؛ لزيادة فرصهم بالحصول على حق اللجوء في المملكة المتحدة، سيخضعون إلى إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية، حتى تتحرى السلطات مدى صدقهم.
يأتي هذا في وقت تُشدد فيه السلطات البريطانية من سياستها تجاه طالبي اللجوء، وكانت وزيرة الداخلية برافرمان قد ذكرت في تصريحات سابقة، أن بريطانيا ستفي بما تعهدت به بخفض صافي عدد المهاجرين بالبلاد، وقالت إن المهاجرين "لا يُسهمون في تنمية اقتصاد بلدنا"، بحسب قولها.