قالت وكالة "ميزان" للأنباء، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، السبت 14 يناير/كانون الثاني 2023، إن إيران أعدمت المواطن البريطاني الإيراني، ونائب وزير دفاعها السابق، علي رضا أكبري، بعد صدور حكم بإعدامه بتهمة التجسس لصالح بريطانيا.
يأتي إعدام رضائي رغم الانتقادات الغربية الواسعة للحكم عليه بالإعدام، إذ قال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023، إن إيران يجب ألا تمضي قدماً في إعدام أكبري.
كانت وكالة "ميزان" قد أشارت الأسبوع الماضي، إلى أن أكبري أُدين "بتهمة الإفساد في الأرض، للمسّ بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد عبر نقل معلومات استخبارية".
شغل أكبري من قبل منصب نائب وزير الدفاع الإيراني، ووصفت بريطانيا حكم الإعدام بأن له دوافع سياسية، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.
قبل إعدام رضائي بيوم، طالبت أمريكا أيضاً إيران بعدم تنفيذ حكم الإعدام، وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن "التهم الموجهة لأكبري والحكم عليه بالإعدام لهما دوافع سياسية، وسيكون إعدامه غير مقبول".
أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، الخميس 12 يناير/كانون الثاني 2023، أن أكبري شغل مناصب عدة في هيكيلية الدفاع والأمن في الجمهورية الإسلامية، منها "معاون وزير الدفاع للعلاقات الخارجية"، و"مستشار لقائد القوات البحرية"، و"رئاسة قسم الدفاع والأمن في مركز بحوث وزارة الدفاع"، إضافة إلى عمله "في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بخصوص أدواره.
أشارت الوكالة إلى أن أكبري من قدامى الحرب مع العراق (1980-1988)، ويبلغ من العمر 61 عاماً (مواليد 21 أكتوبر/تشرين الأول 1961).
كانت "إرنا" قد نشرت على موقعها الالكتروني، شريطاً عن أكبري يمتد لحوالي 9 دقائق، يتضمن صوراً له بمفرده أو مع أشخاص ومسؤولين تم إخفاء وجوههم، ولقطات وهو يتحدث عن تواصله مع البريطانيين، ويختتم الشريط بلقطات له وهو معصوب العينين، قيل إنها للحظة توقيفه.
من الأمور التي أوردها أكبري في حديثه، أن الجانب البريطاني سأله عن العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل بهجوم استهدف سيارته قرب طهران، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
في هذه القضية، كانت إيران قد اتهمت عدوها الإقليمي اللدود إسرائيل، بالوقوف خلف اغتيال أبرز علمائها النوويين، وأكدت إيران بعد مقتله أن فخري زاده كان نائباً لوزير الدفاع، ورئيساً لمنظمة الأبحاث والإبداع التابعة للوزارة.
كذلك تضمنت أقوال أكبري أنه كان يقابل بعض أعضاء جهاز الاستخبارات البريطاني في إسبانيا، وكان الملف النووي الإيراني على رأس أولويات جهاز الاستخبارات البريطاني.
في الملف الصوتي الذي يتحدث فيه أكبري، وحصلت عليه هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أوضح أكبري أن المحققين "صبغوا شعره بالقوة، وغيروا ملابسه عدة مرات تحت تهديد السلاح".
كذلك أوضح أكبري من داخل السجن أنه كان في الحبس الانفرادي لمدة 10 أشهر في مكان مجهول، ثم نُقل إلى سجن إيفين، وقال: "في كل غرفة أخذوني إليها كانت هناك خمس أو ست كاميرات احترافية، تم تكبيرها وتصويرها من أربعة اتجاهات، في الأسابيع الماضية تم نقلي إلى استوديوهات ضخمة ثلاث مرات أو أربع. وقاموا بصبغ شعري بالقوة".
بحسب أكبري، فقد تم استجوابه لنحو "ثلاثة إلى أربعة آلاف ساعة" خلال الفترة التي كان فيها في الحبس الانفرادي قبل سجن إيفين، وأضاف أنه كان يقاوم بعض الأسئلة، لكن قيل له إنه على وشك الحرية، وإنه سيكون مستعداً للمغادرة إذا أجاب عن "بضعة أسئلة": "قالوا لي إنك إذا قاومت، فسنرسلك إلى الثقوب السوداء لإيفين (سجن يقع في منطقة إيفين)".