وبَّخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزيرَ الصناعة والتجارة الروسي علناً، بسبب تصرفه بـ"بطء شديد" في استكمال طلبيات شراء الطائرات العسكرية والمدنية، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023.
وخلال أول اجتماع افتراضي مع الوزراء هذا العام، الأربعاء الماضي، مخاطباً الوزير دينيس مانتوروف، قال يوتين إن "الأمر يستغرق وقتاً طويلاً! ألا نفهم الظروف التي نمر بها؟".
الرئيس الروسي أضاف: "تحتاج الشركات إلى معرفة خططها وطلبياتها الفورية. إنهم بحاجة إلى توظيف عمال، يحتاجون إلى الحفاظ على الطاقة الإنتاجية أو توسيعها، هل تفهم ذلك؟ إنهم بحاجة إلى معرفة مقدار ما ستطلبه الإدارة العسكرية، وعدد الطائرات المدنية المطلوبة، لكن بعض الشركات ليس لديها عقود حتى عام 2023".
فيما ردَّ دينيس مانتوروف على بوتين قائلاً: "في الواقع، أكدت وزارة الدفاع أرقام طلباتها هذا العام لجميع الشركات، علاوة على ذلك- كما أبلغتكم- حصلت شركات طائرات الهليكوبتر الروسية على قروض- نحن نتحدث بشكل أساسي عن طائرات الهليكوبتر- من أجل توقيع عقود مع مورديها، ولذلك، لدينا جميع الخطط المُعدة للعام الحالي وكذلك للعام المقبل".
وردَّ بوتين مؤكداً: "إن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً جداً. من فضلك، أطلب منك تسريع هذه العملية".
وبعد حوار آخر مع مانتوروف، قال بوتين: "أنت تقول إن كل شيء جاهز، لكن لا توجد عقود، هذا ما أقوله لك. دعونا نناقش هذا بعد الاجتماع، أخبرني المديرون بأنه لم يتم توقيع أي عقود مع الشركات، لماذا تعبث؟!".
ليردَّ مانتوروف: "سيكون الأمر جاهزاً خلال هذا الربع بناءً على الأموال المتاحة في إطار الميزانية".
فقال بوتين: "أريد أن يتم كل هذا في غضون شهر، ما الربع الذي تتحدث عنه؟ ألا تفهم الظروف التي نحن فيها؟! من فضلك أكمِل هذا العمل في موعدٍ أقصاه شهر؟".
وردَّ الوزير قائلاً: "سنحاول أن نبذل قصارى جهدنا".
فردَّ عليه الرئيس الروسي: "لا، لا تحاول أن تبذل قصارى جهدك. يرجى إنجاز هذا في غضون شهر، كحد أقصى".
ردُّ الكرملين
في غضون ذلك، نقلت وكالة تاس الإعلامية الحكومية الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قوله إن بوتين "ليست لديه شكاوى جدية بشأن عمل مانتوروف".
وأضاف: "هذا سير عمل عادي".
من المحتمل أن يكون الحادث المتلفز جزءاً من حملة إعلامية مستمرة في الكرملين لرفع صورة بوتين كزعيم مشارك في زمن الحرب، وفقاً لما اقترحه مركز الأبحاث الأمريكي معهد دراسة الحرب، في آخر تحديث له يوم الخميس.
وجاء في التقرير: "من المحتمل أن يبحث بوتين عن كبش فداء لكفاح القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية لمعالجة النقص في المعدات والتكنولوجيات".
وجاء الاجتماع في اليوم نفسه الذي تم فيه تعيين فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة، قائداً عاماً للحرب، في أحدث هزات عديدة للقيادة العسكرية بموسكو.
يأتي التغيير في القيادة وسط توترات مستمرة بين كبار المسؤولين عن الحرب الروسية بأوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن تعيين جيراسيموف يمثل "رفع مكانة قيادة" القوة العسكرية في أوكرانيا، وتم تنفيذه "لتحسين جودة وفعالية إدارة القوات الروسية".