نشرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، الخميس 12 يناير/كانون الثاني 2023، مقطع فيديو مصوراً، قالت إنه يتضمن اعترافات قدمها نائب وزير الدفاع السابق علي رضا أكبري، الذي تتهمه طهران بالتجسس لصالح بريطانيا وقد حكمت عليه بالإعدام، فيما نشرت شبكة BBC البريطانية تسجيلاً صوتياً بشكل منفصل، قالت إنه ينفي هذه الاعترافات.
وأكد القضاء الإيراني، الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني، حكم الإعدام بحق أكبري، فيما زعمت وزارة المخابرات أنه كان "أحد أهم عملاء جهاز التجسس البريطاني".
في المقطع المصور، الذي مدته 9 دقائق، تم تقديم علي رضا أكبري على أنه "يتمتع بخبرة 70 شهراً في الخطوط الأمامية"، وقد شغل المناصب التالية: "النائب السابق لقسم العلاقات الخارجية بوزارة الدفاع؛ زميل سابق في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، مستشار سابق لقائد البحرية، المستشار السابق لمجال الدفاع والأمن بمركز الأبحاث بوزارة الدفاع، والمسؤول السابق في التنظيم العسكري".
بحسب ما نقلته شبكة BBC البريطانية عما ذكر في الفيديو، فإن "أكبري قال في اعترافاته، إن المرة الأولى التي تم التواصل معه فيها كانت ضمن لقاء دبلوماسي بحضور السفير البريطاني".
وأضاف "أكبري" عن هذا الاجتماع: "قام شخص بوضع كرته في جيبي، بعد ذلك تم الاتصال بي وطُلب مني مقابلة السفير البريطاني في طهران".
وقال أكبري إنه دُعي إلى السفارة البريطانية ووُعد بتأشيرة طويلة الأمد.
كما أضاف أن عملاء المخابرات البريطانية أرسلوا إليه جهاز كمبيوتر محمولاً، وقالوا: "سنقوم بعمل صفحة لك، افتح هذه الصفحة مرة واحدة فقط".
ومن بين الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في هذا الاعتراف محسن فخري زادة، أحد الشخصيات المهمة وراء الكواليس في الأجزاء السرية لبرنامج إيران النووي، والذي اغتيل في ديسمبر/كانون الأول 2019، عندما كان رئيساً لـ"مؤسسة أبحاث الدفاع الجديدة".
وقال أكبري في اعترافاته، إنه كان يقابل بعض أعضاء جهاز الاستخبارات البريطاني في إسبانيا، وكان الملف النووي الإيراني على رأس أولويات جهاز الاستخبارات البريطاني.
شريط صوتي ينفي الاعترافات
لكن في الملف الصوتي الذي حصلت عليه BBC، أوضح أكبري أن المحققين "صبغوا شعره بالقوة وغيروا ملابسه عدة مرات تحت تهديد السلاح".
وأوضح أكبري من داخل السجن، أنه كان في الحبس الانفرادي لمدة 10 أشهر في مكان مجهول ثم نُقل إلى سجن إيفين، حيث قال: "في كل غرفة أخذوني إليها، كانت هناك خمس أو ست كاميرات احترافية تم تكبيرها وتصويرها من أربعة اتجاهات، في الأسابيع الماضية، تم نقلي إلى أستوديوهات ضخمة ثلاث أو أربع مرات. قاموا بصبغ شعري بالقوة".
بحسب أكبري، فقد تم استجوابه لنحو "ثلاثة إلى أربعة آلاف ساعة" خلال الفترة التي كان فيها في الحبس الانفرادي قبل سجن إيفين.
يتابع أنه كان يقاوم بعض الأسئلة، لكن قيل له إنه على وشك الحرية وإنه سيكون مستعداً للمغادرة إذا أجاب عن "بضعة أسئلة": "قالوا لي إنك إذا قاومت، فسنرسلك إلى الثقوب السوداء لإيفين".
كما قال أكبر: "أعطوني كثيراً من الأدوية لدرجة أنني لم أكن أعرف أين أنا. كان طبيبهم يحضر في الساعة الـ12 ليلاً أو في الصباح، في الوقت المحدد وبدون وقت".
رفض بريطاني
من جانبها، وصفت بريطانيا حكم الإعدام الصادر على رضا أكبري بأن دوافعه "سياسية"، وطالبت بالإفراج عنه على الفور، بحسب تصريحات لمتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية.
ودعا وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إلى تعليق حكم الإعدام بحق السيد أكبري والإفراج عنه فوراً، واصفاً إعدامه بأنه "عمل له دوافع سياسية من قبل نظام لا يرحم ولا يقدّر حياة الإنسان".
فيما قالت مريم صمدي، زوجة علي رضا أكبري، الأربعاء، إنه نُقل إلى الحبس الانفرادي، وإن السلطات القضائية الإيرانية استدعت أفراد الأسرة إلى السجن "للاجتماع الأخير".
وفي آخر تصريح لها، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إن "الحكم على علي رضا أكبري تمّ في قضية الإفساد في الأرض والعمل ضد الأمن القومي الإيراني، من خلال نقله معلومات إلى أجهزة التجسس البريطانية".
وقالت الوزارة إن أكبري "كان أحد أهم عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية في إيران، وكان مصرحاً له بدخول بعض المراكز الحساسة للغاية في البلاد… وقدّم أكبري عن علم تام، معلومات إلى جهاز تجسس العدو".