أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2023، أن عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا سيزداد كلما آتت الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها تركيا منذ فترة مع روسيا ونظام بشار الأسد بثمارها، فيما قال مسؤول تركي إن وزراء تركيا وروسيا والنظام بصدد الاجتماع قريباً.
جاءت تصريحات أردوغان خلال المؤتمر الدولي لأمناء المظالم، الذي عقد في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، وقال إنه حتى اليوم، الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2023، "عاد نحو 500 ألف لاجئ سوري إلى الأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
"المناطق الآمنة" في سوريا هي مناطق عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" و"درع الربيع"، التي نفذتها فصائل من المعارضة السورية بدعم من الجيش التركي في الشمال السوري، ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقوات "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تصنفها تركيا على لوائح الإرهاب.
كان الرئيس التركي قد ذكر في تصريحات سابقة أن بلاده تستضيف 3.5 مليون لاجئ سوري.
في سياق متصل، قال مسؤول تركي كبير، اليوم الأربعاء، إن تركيا وسوريا وروسيا تستهدف عقد اجتماع وزراء خارجيتها خلال هذا الشهر، وربما قبل منتصف الأسبوع المقبل، غير أنه لم يتحدد أي موعد أو مكان للاجتماع بعد، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
سيكون مثل هذا الاجتماع أعلى مستوى للمحادثات بين أنقرة ونظام الأسد، منذ بدء الحرب في سوريا في 2011، كما يعد مؤشراً على مزيد من التحسن في العلاقات بينهما.
المسؤول الذي تحدث لرويترز -ولم تذكر اسمه- قال إن الاجتماع قد يُعقد إما قبل لقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أو بعد هذا اللقاء، المزمع عقده في الولايات المتحدة في 18 من يناير/كانون الثاني 2023.
أضاف المسؤول التركي أن "المناقشات مستمرة، ولكن لم يتم تحديد موعد معين بعد. لا توجد مشكلات في عقد الاجتماع… إنهم يعكفون حالياً على تحديد موعد له"، مضيفاً أن الاجتماع سيُعقد إما في موسكو أو في مكان آخر.
كان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ونظيره بحكومة الأسد، علي محمود عباس، قد أجريا محادثات في موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2022، لبحث أمن الحدود وقضايا أخرى، وقال الرئيس التركي أردوغان، الأسبوع الماضي، إنه قد يلتقي بالأسد بعد اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية.
بدوره قال مسؤول تركي كبير آخر لوكالة رويترز، إن أنقرة تسعى لعودة اللاجئين السوريين لديارهم بأمان والتعاون، مع دمشق في استهداف "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تمثل الهدف الرئيسي للضربات العسكرية التركية المستمرة عبر حدودها مع سوريا.
أضاف المسؤول أن اجتماع وزراء الخارجية سيتناول قضايا سياسية بعيداً عن الوضع الأمني، وسيمهد الطريق للقاء أردوغان والأسد.
يأتي هذا فيما يدخل الصراع في سوريا عقده الثاني، بعد أن أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، وشرد الملايين، وتورطت فيه قوى إقليمية وعالمية، لكن حدة القتال بدأت في الانحسار مؤخراً.
كانت حكومة الأسد قد استعادت معظم الأراضي السورية بدعم من روسيا وإيران، فيما لا يزال مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا يسيطرون على جيب في شمال وشمال غربي البلاد، بينما يسيطر مقاتلون أكراد مدعومون من الولايات المتحدة على منطقة بالقرب من الحدود التركية.
ولا تدعم واشنطن الدول التي تعيد علاقاتها مع الأسد، ودعت مراراً إلى عدم تطبيع العلاقات معه، إذ تفرض أمريكا عقوبات على النظام بسبب عمليات القتل التي ارتكبتها قواته في سوريا.