كشف مسؤولان أمريكيان كبيران عن تغير "جوهري" في نوعية الأسلحة المقدمة من قبل واشنطن وحلفائها إلى أوكرانيا، مؤكدين أن الأسلحة تأتي تلبية لطلبات كييف وتمنحها قدرة عسكرية أكبر، بحسب تصريحات نقلتها شبكة سي إن إن الأمريكية، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني 2023.
ونقلت الشبكة عن أحد المسؤولين (لم تسمّهما) أن دفعة المساعدات الأخيرة شملت أسلحة هجومية أكثر مثل عربات قتالية من طراز برادلي، وأنظمة صواريخ متقدمة طويلة المدى، ما يعكس طبيعة ساحة المعركة في شرقي أوكرانيا والاعتقاد بأن كييف ترى نافذة لاستعادة الأراضي قبل أن تعيد روسيا جمع قواتها.
وأوضح المسؤول أن أنظمة الأسلحة الجديدة تعطي لأوكرانيا "قدرة أكبر بكثير"، فيما صرح مسؤول آخر أن أوكرانيا التزمت بالقيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي قدمها الغرب حتى الآن، مما خفف من التحفظات بشأن إرسال أنظمة أكثر قدرة.
في الوقت ذاته أكد المسؤولان الأمريكيان أن الأوكرانيين يطورون ويتبعون استراتيجتهم الخاصة، والخطوات الأمريكية إنما تهدف إلى دعم تلك الاستراتيجية وتلبية احتياجاتهم على ساحة المعركة.
الناتو يطالب بدعم "طويل" لأوكرانيا
يأتي ذلك، بينما يطالب حلف الناتو بدعم طويل لأوكرانيا؛ رداً على "استعداد" موسكو لمواصلة الحرب، حيث دعا الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الإثنين 2 يناير/كانون الثاني الجاري، الحلفاء الغربيين للاستعداد لتقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا تستعد لمواصلة الحرب.
ستولتنبرغ قال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "الدعم العسكري سيضمن بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة من ناحية، ويجبر روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من ناحية".
أشار ستولتنبرغ إلى أن القوات الأوكرانية كانت تتمتع بزخم لعدة أشهر. وأضاف: "إلا أننا نعلم أيضاً أن روسيا حشدت المزيد من القوات، والعديد منها يتدرب الآن، كل هذا يشير إلى استعدادهم لمواصلة الحرب".
كذلك دعا ستولتنبرغ الدول الحليفة لأوكرانيا إلى زيادة مساعدتها من السلاح والذخيرة خلال الأشهر المقبلة، لـ"ضمان جاهزية الجيش الأوكراني؛ وبالتالي ضمان فاعلية دفاعات الناتو أيضاً".
"معركة وجودية"
في المقابل، ينظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الحرب في أوكرانيا على أنها "معركة وجودية" مع الغرب الذي يصفه بأنه غاشم متغطرس، إذ قال الرئيس الروسي مراراً إن بلاده ستستخدم جميع السبل المتاحة لحماية نفسها وشعبها من أي معتدٍ، متعهداً بتحقيق النصر في أوكرانيا رغم سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة.
في الوقت ذاته، تعهَّد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الثلاثاء، ببناء ترسانة أسلحة أشد قوة وتعزيز تكنولوجيا الطيران لتحسين قدرات تفادي الدفاعات الجوية وتطوير إنتاج الطائرات المسيَّرة، بعد سلسلة من الهزائم المذلة في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وقال شويغو متحدثاً لكبار الجنرالات: "نحتاج إلى القيام بشكل متواصل بالتحليل ووضع النظم لتجارب مجموعاتنا في أوكرانيا وسوريا، وعلى ذلك الأساس سنعد برامج تدريبية للأفراد وخططاً للإمداد بالعتاد العسكري".
أضاف شويغو أن روسيا سوف "تزيد من القدرات القتالية للقوات الجوية، سواء فيما يتعلق بعمل المقاتلات والقاذفات في المناطق التي توجد بها منظومات دفاع جوي حديثة، أو فيما يتعلق بالمسيرات".
وأردف: "تتركز خططنا الفورية على توسيع ترساناتنا من الأسلحة الهجومية الحديثة.. نحتاج إلى تعزيز منظومة الإدارة والاتصالات".
وتحول الصراع إلى حرب استنزاف طاحنة تسببت في مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الجنود من الطرفين، بالإضافة إلى مدنيين في أوكرانيا، ولا يوجد بصيص أمل في نهاية للحرب، إذ يعيد الطرفان التسلح بأسرع ما بوسعهما.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.