أصدر القضاء الإيراني حكماً بالإعدام على ثلاثة محتجين مناهضين للحكومة بتهمة "شن الحرب على الله"، في تحدٍّ للانتقادات الدولية المتزايدة لقمع إيران الوحشي للمتظاهرين، حسبما أفادت وكالة ميزان للأنباء اليوم الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023.
وأعدمت إيران شخصين آخرين السبت؛ أحدهما بطل في لعبة رياضية وحائز ميداليات عديدة؛ في محاولتها قمع الاحتجاجات التي تباطأت بشكل ملحوظ منذ بدء تنفيذ الإعدام بعد أسابيع من الاعتقالات.
وقالت وكالة ميزان، التابعة للقضاء الإيراني، إن صالح مرهاشمي وماجد كاظمي وسعيد اليعقوبي، الذين أُدينوا بقتل أفراد من فصائل الباسيج المسلحة التطوعية خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مدينة أصفهان، بوسعهم الاستئناف على الأحكام الصادرة عليهم.
وكانت قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في طليعة عمليات قمع الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية يوم 16 سبتمبر/أيلول 2022.
إدانات دولية
وحول ردود الفعل على أحكام الإعدام، أدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى إيران؛ لاستخدامها عقوبة الإعدام ضد المتظاهرين.
إذ قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، إنها أمرت باستدعاء السفير الإيراني مرة أخرى اليوم الإثنين؛ للتعبير عن إدانتها أحدث إعدام لمتظاهرين في إيران.
وأضافت خلال مؤتمر صحفي في برلين: "النظام الذي يقتل شبابه لترويع شعبه ليس له مستقبل".
وتعتبر الجمهورية الإسلامية، التي أنحت باللائمة في الاضطرابات على أعدائها الخارجيين ومن ضمنهم الولايات المتحدة، قمع المتظاهرين محافظة على السيادة الوطنية.
من جانبه، أدان البابا فرنسيس، الإثنين، إيران لاستخدامها عقوبة الإعدام ضد متظاهرين يطالبون باحترام أكبر للمرأة.
إذ قال فرنسيس: "الحق في الحياة مهدد أيضاً في تلك الأماكن التي يستمر فيها فرض عقوبة الإعدام، كما هو الحال بإيران هذه الأيام، في أعقاب المظاهرات الأخيرة التي تطالب باحترام أكبر لكرامة المرأة".
أما وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، فقد استدعى اليوم الإثنين، القائم بالأعمال الإيراني بعد أن أعدمت السلطات الإيرانية المحتجَين محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني.
وقال كليفرلي في بيان: "اليوم استدعيت القائم بالأعمال الإيراني؛ للتنديد بأشد العبارات الممكنة بعمليات الإعدام المروعة التي شهدناها في مطلع الأسبوع".
كما استدعت وزارة الخارجية الفرنسية القائم بالأعمال الإيراني في البلاد، بسبب إعدام شخصين بإيران في مطلع الأسبوع والحملة العنيفة المستمرة ضد المتظاهرين هناك.
وقالت الوزارة على تويتر: "تم إبلاغ (القائم بالأعمال) بأقوى عبارات التنديد من جانبنا بعمليات الإعدام والقمع في إيران"، مضيفةً أن باريس تحدثت بالفعل عن هذه النقطة عدة مرات مع السلطات الإيرانية.
خامنئي يصف المتظاهرين بـ"الخونة"
من جهته، أشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، الإثنين، إلى أنه لا نية لدى الدولة في تخفيف موقفها، قائلاً في خطاب تلفزيوني، إن من "يضرمون النيران في الأماكن العامة يرتكبون خيانة بلا شك". وعقوبة الخيانة هي الإعدام بموجب أحكام الشريعة المطبقة في إيران.
إلى ذلك، يرى النشطاء الحقوقيون حالات الإعدام والاعتقال والعقوبات القاسية للمحتجين على يد المؤسسة الدينية محاولة لترهيب المحتجين وقذف رعب كافٍ في قلوب المواطنين لإنهاء الاضطرابات.
وعلى الرغم من مضاعفة المؤسسة للقمع، لا تزال الاحتجاجات مستمرة على نطاق صغير في طهران وأصفهان وعدة مدن أخرى.
وأُعدم أربعة على الأقل منذ بدء الاحتجاجات، بحسب السلطة القضائية، من بينهم محتجان أُعدما يوم السبت بدعوى قتلهما فرداً من الباسيج.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإيرانية تسعى إلى الحكم على 26 آخرين على الأقل بالإعدام فيما تصفه بأنه "محاكمات صورية لترويع المتظاهرين".
وقال نشطاء حقوقيون على وسائل التواصل الاجتماعي، إن محتجَين آخرين، هما: محمد جوبادلو (22 عاماً)، ومحمد بوروجاني (18 عاماً)، نُقلا إلى سجن انفرادي تمهيداً لإعدامهما في سجن رجائي شهر بمدينة كرج.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتسن لـ"رويترز" التحقق منها، أشخاصاً مجتمعين في وقت متأخر من مساء الأحد، أمام السجن يرددون هتافات مناهضة لخامنئي.