ارتفع عدد البريطانيين الذين تخلوا عن جنسيتهم منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) بنسب عالية، بحسب أرقام جديدة حصلت عليها صحيفة "إندبندنت"، الأحد 8 يناير/كانون الأول 2023.
إذ كشفت الأرقام التي حصلت عليها الصحيفة بناء على قانون حرية المعلومات أن 688 تقدموا بطلبات لتسليم جوازات سفرهم في عام 2021.
وتعد هذه زيادة عالية بنسبة 30% عن عام 2020 وستة أضعاف عن عقد مضى، حيث تخلى 140 شخصاً عن جنسياتهم في العام.
وبلغ إجمالي المتقدمين بطلبات للتخلي عن جوازاتهم ما بين 2011 و2021 6.507 أشخاص.
أسباب التخلي عن الجنسية
وحول أسباب التخلي عن الجنسية، قالت مريم أحمد، مديرة دائرة الهجرة في الشركة القانونية المتخصصة "أو تي إس": "يعتمد الأمر على كل شخص وما يريده وظروفه".
وأوضحت أن أحد زبائنها السابقين تخلى عن جنسيته للحصول على الجنسية الصينية التي يريدها من أجل أن يلعب في فريق كرة قدم هناك.
بينما تخلى آخر عن جوازه لكي يصبح مواطناً في سنغافورة، التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة وكي يحصل على حقوقه في الملكية وشراء عقار هناك.
وفي الوقت الذي كانت فيه القيود على الجنسية المزدوجة أمراً معروفاً، فإن الخروج من الاتحاد الأوروبي قاد إلى تعقيدات لعدد من المواطنين البريطانيين في الاتحاد الأوروبي، وفق إندبندنت.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن هناك تزايداً في عدد البريطانيين الذين تقدموا بطلبات الحصول على جوازات غير بريطانية بعد البريكسيت للحصول على الحقوق المتوفرة في دول الاتحاد الأوروبي.
وشملت هذه الدول إيرلندا وفرنسا وبلجيكا، ودولاً لا يسمح فيها بازدواج الجنسية مثل إسبانيا وهولندا.
ومنذ نهاية عام 2020، فإنه تم وضع قيود مماثلة على طالبي الجنسية الألمانية.
خيارات صعبة
من جهتها، قالت البروفيسورة ميكيلا بينسون، الخبيرة في الجنسية بجامعة لانكستر، إن المواطنين البريطانيين الذين يعيشون في هذه الدول يواجهون خيارات صعبة.
كما أوضحت: "سمحت برامج عدة في هذه الدول للمواطنين البريطانيين بالبقاء في مرحلة ما بعد البريكسيت، ومن أجل الحصول على الحقوق الكاملة، بما فيها التصويت في الانتخابات، فإن التخلي عن الجنسية مطلوب".
وتابعت: "ما يعنيه هذا هو أن الأشخاص الذين يريدون الحصول على الحقوق الكاملة في الدول التي يعيشون فيها تصاحبها ضرورة الحصول على المواطنة في البلد والتخلي عن الجنسية البريطانية".
وأضافت أن "إسبانيا هي حالة خاصة؛ لأنها بلد تعيش فيه جالية بريطانية كبيرة، وهم ليسوا في وضع مثل البريطانيين في فرنسا للحصول على المواطنة الإسبانية والحفاظ على جنسيتهم البريطانية في الوقت نفسه".
والتخلي عن الجواز البريطاني يعني التخلي عن الحقوق بحرية الحركة في بريطانيا والحاجة للحصول على تأشيرة دخول وخسارة الحق بالتصويت.
رد الداخلية البريطانية
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية، إن "غالبية الأشخاص الذين قرروا التخلي عن الجنسية يتخذون القرار من أجل الحفاظ على جنسية بلد آخر، على خلاف بريطانيا، لا يسمح بازدواجية الجنسية".
وأضاف أن أي شخص يتخلى عن الجنسية يمكنه التقدم مرة ثانية لاستعادتها، ولكن هذا من صلاحية وزارة الداخلية. ولا توجد هناك خطط لاستعادة الحق بالجنسية بشكل أوتوماتيكي.