أثار تنديد ورفض دول بمجلس الأمن لاقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، غضب إسرائيل، الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023، إذ وصفت تل أبيب الجلسة التي عقدت بشكل طارئ ودعا إليها مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في القدس الشرقية المحتلة بـ"العبثية" و"المثيرة للشفقة".
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان خارج قاعة مجلس الأمن: "أنا فعلاً مصدوم حقاً". وأضاف للصحافيين، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "لماذا؟ لأنه ليس هناك أي سبب على الإطلاق لعقد هذه الجلسة الطارئة اليوم. لا شيء. إن عقد جلسة لمجلس الأمن حول لا شيء هو أمر سخيف حقاً".
ويأتي هذا بعد أن اجتمع مجلس الأمن لبحث اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير الأقصى، بناء على طلب من الصين والإمارات العربية المتحدة.
تنديد دولي بمجلس الأمن
فيما قال المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وقد أحاط به عشرات السفراء العرب ومن الدول الإسلامية لدى المنظمة: "من مسؤولية المجتمع الدولي أن يقرر الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في القدس ومواقعها الإسلامية والمسيحية وحمايتها".
فيما أعرب مندوب روسيا في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا عن تأييد موسكو لدعوة الإمارات والصين لإقامة اجتماع المجلس والنظر المخصص للنظر في الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
ورأى المندوب الروسي أن "اقتحام وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى أمر يثير الحفيظة، ولا يمكن أن ترى هذه الحادثة بمعزل عن الأحداث التي وقعت في العام 2000 بعدما توجه شارون محاطاً بمئات من عناصر الشرطة للأقصى، الأمر الذي فجر الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي أودت بأرواح الآلاف".
وجدد رفض موسكو انتهاك الوضع الراهن للقدس كحاضنة للديانات السماوية الثلاثة، ولدور المملكة الأردنية الهاشمية كوصية على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس.
من جهته، قال مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في الأمم المتحدة، خالد خياري، إن آخر المستجدات في القدس الشرقية تثير القلق، مضيفاً أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى "تحريضي وتسبب في الكثير من العنف".
خطوة مستفزة
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غفير اقتحم، الثلاثاء، المسجد الأقصى، في خطوة "استفزازية" أثارت موجة تنديد دولية واسعة بما في ذلك من جانب الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لإسرائيل.
وكانت الدول العربية والإسلامية طالبت، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بأن يُصدر إدانة صريحة للزيارة التي قام بها الوزير الإسرائيلي واستغرقت 15 دقيقة، ونفى إردان أن تكون زيارة الوزير بن غفير "اقتحاماً للمسجد الأقصى" أو خروجاً عن "الوضع الراهن" التاريخي المتعلّق بالأماكن المقدّسة في القدس.
وفي الوضع الراهن، يمكن لغير المسلمين زيارة باحة الأقصى في أوقات محدّدة ولكن لا يمكنهم الصلاة فيها. ومع ذلك زادت في السنوات الأخيرة اقتحام المستوطنين للأقصى الذين يصلّون في كثير من الأحيان خلسة في المكان، في خطوة استفزازية للفلسطينيين والمسلمين.