أفادت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يزور أبوظبي، الأسبوع المقبل، وفقاً لما خطط له أولاً، حيث وجّه له رئيس الإمارات محمد بن زايد دعوة لزيارة بلاده خلال مكالمة هاتفية مؤخراً.
بحسب الصحيفة، فقد جاء إعلان عدم الخروج في هذه الزيارة بعد ساعات من اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى، ما أثار إدانات دولية هائلة، بما في ذلك من الإمارات.
كان نتنياهو قد خطط لزيارة الإمارات بعد عودته إلى منصب رئيس الوزراء لمقابلة رئيس البلاد محمد بن زايد، وكانت هذه الزيارة ستصبح أولى زيارة رسمية لنتنياهو إلى الدولة الخليجية.
بحسب التقرير، فإن السبب الرسمي لتأجيل الزيارة -التي كان من المقرر أن تحدث في الأسبوع القادم- يكمن في السماح للحكومة للعمل معاً من أجل ضمان زيارة ناجحة في وقت لاحق.
في ولايته السابقة التي انتهت في 2021، ساعد نتنياهو في التوسط وإبرام الاتفاقيات الإبراهيمية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي شهدت تطبيع العلاقات بموجبها بين إسرائيل من جانب، والإمارات والبحرين والمغرب من جانب آخر.
الإمارات تدين اقتحام المسجد الأقصى
بدورها، أدانت الإمارات في بيان، الثلاثاء، إسرائيل للسماح لبن غفير بزيارة الموقع، وجددت موقفها الثابت الداعي إلى "ضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه".
وأكدت الإمارات في بيانها "على احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى".
فيما دعت كذلك السلطات الإسرائيلية إلى "خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".
بن غفير يقتحم الأقصى
يشار إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، صباح الثلاثاء، وسط حراسة مشددة، ما تسبب بردود فعل دولية غاضبة، فضلاً عن انتقادات من قبل أحزاب المعارضة في دولة الاحتلال.
وداخلياً قالت حركة حركة الجهاد الإسلامي إن اقتحام بن غفير للأقصى عدوان على الفلسطينيين، والاحتلال يتحمل مسؤولية دفع الأوضاع للانفجار، وقالت حركة حماس بدورها: "اقتحام إيتمار بن غفير المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على القدس"، فيما علّقت السلطة الفلسطينية قائلة إن خطوة بن غفير تحدٍّ للفلسطينيين، واستمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.
بدوره قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "لقد كان مشهداً بائساً لفأر يتسلل مثل لص في الليل"، وأضاف: "مما لا شك فيه أن هناك عواقب لاقتحام المسجد الأقصى كوزير للأمن الداخلي، إن المسجد هو للمسلمين وحدهم.. نقطة (كناية عن انتهاء الكلام)".
وتم الاقتحام دون إعلان مسبق، وبعد أن أشاعت مصادر إسرائيلية بأنه قرر إرجاء الزيارة بعد طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكان بن غفير قد أعلن عن نيته اقتحام المسجد، ولكنه لم يحدد موعداً للاقتحام.
كما جرى الاقتحام عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، في ساعة مبكرة من الصباح، وشمل جولة في باحات المسجد.
ويقول الفلسطينيون إن الاحتلال الإسرائيلي يكثف جهوده لتهويد القدس، وطمس هويتها العربية والإسلامية، ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.
يشار إلى أن حزب بن غفير (تحالف الصهيونية الدينية والقوة اليهودية)، حصد في الانتخابات التي أُجريت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 14 مقعداً.