حذَّرت عدة منظمات أطباء، الإثنين 2 يناير/كانون الثاني 2023، من الأزمة التي تؤثر على خدمات الطوارئ في بريطانيا، حيث "يموت" مرضى عديدون بسبب "عدم الحصول على الرعاية الكافية أو في الوقت المناسب"، ودعت الحكومة إلى الاستجابة لهذه "النقمة" الاجتماعية المتزايدة.
حيث يعاني نظام الخدمة الصحية البريطانية العامة والمجانية NHS منذ أكثر من 10 سنوات، من التقشف الشديد ثم من تداعيات الوباء، ما تركه منهكاً بالكامل، وذلك حسبما نشرت وكالة "فرانس برس" في تقريرها الإثنين 2 يناير/كانون الثاني 2022.
مئات المرضى يموتون أسبوعياً
هذه الأزمة التي تتصدر بانتظامٍ عناوين الصحف البريطانية ظهرت مجدداً، الأحد، حين قدرت المنظمة التي تمثل موظفي الطوارئ، الكلية الملكية لطب الطوارئ، أن ما بين 300 و500 مريض يموتون كل أسبوع بسبب نقص الرعاية في أقسام الطوارئ، لا سيما صفوف الانتظار الطويلة.
في المقابل قلل مسؤولو المستشفيات من أهمية هذه الأرقام، لكن نائب رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ دافع عن هذه التقديرات، الإثنين. وقال إيان هيغينسون، لهيئة الإذاعة البريطانية، الإثنين: "إذا كنت على الأرض، تعلم أن هذه المشكلة طويلة الأمد، وليست على المدى القصير"، رافضاً فرضية حصول صعوبات مؤقتة.
في سياق متصل، اضطر مريض من خمسة نقلتهم سيارات إسعاف في إنجلترا إلى الانتظار أكثر من ساعة للدخول إلى الطوارئ. كما اضطر عشرات آلاف المرضى إلى الانتظار أكثر من 12 ساعة قبل أن يتلقوا الرعاية في أقسام الطوارئ.
تداعيات فيروس كورونا
تعزو الحكومة الوضع الحالي إلى تداعيات وباء كوفيد-19 والأوبئة الشتوية مثل الإنفلونزا، وتؤكد أنها تريد بذل مزيد من الجهود من أجل المستشفيات، لكنها أطلقت في الآونة الأخيرة سياسة ادخار في الموازنة مشددة جداً.
هكذا رفضت طلبات الزيادات التي قدمها الممرضون والممرضات الذين نفذوا في ديسمبر/كانون الأول 2022، أول حركة إضراب، فيما تجاوز التضخم 10% منذ أشهر.
في المقابل انضمت الجمعية الطبية البريطانية وهي اتحاد لمقدمي الرعاية، إلى التصريحات المنبهة، الإثنين. وقال رئيسها، فيل بانفيلد، في بيان: "ليس صحيحاً أن البلاد لا تملك الإمكانات لإصلاح هذه الفوضى". وأضاف قوله: "إنه خيار سياسي، والمرضى يموتون بدون داع، بسبب هذا الخيار".
فيما اعتبر أن الوضع الحالي "لا يمكن أن يستمر"، مطالباً بتحرك "فوري" للحكومة.
لكن وفي تمنياته بمناسبة العام الجديد، أشار رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى أن نظام الصحة البريطاني بين أولوياته، مؤكداً أن حكومته تتخذ إجراءات "حاسمة" لخفض التأخير في جهاز الصحة العام.