قال متحدث باسم الفاتيكان، السبت 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن البابا السابق بنديكتوس السادس عشر، توفي اليوم السبت، عن عمر ناهز 95 عاماً، في دير ماتر إكليسيا بمدينة الفاتيكان، وذلك بعد معاناة مع المرض.
المتحدث الذي نقلت عنه وكالة رويترز، قال في بيان مكتوب: "يؤسفني أن أبلغكم أن البابا بنديكتوس السادس عشر توفي اليوم في الساعة 9:34 في دير ماتر إكليسيا في الفاتيكان. سيتوفر المزيد من المعلومات في أقرب وقت ممكن".
أشار الفاتيكان إلى أن جثمان البابا الراحل سيسجى بدءاً من يوم الإثنين 2 يناير/ كانون الثاني 2023 في كاتدرائية القديس بطرس.
لدى الفاتيكان طقوساً تفصيلية شديدة الإتقان، تجرى عند وفاة البابا الحاكم، لكن لا توجد أي طقوس معلومة تتعلق بالبابا السابق، وفقاً لوكالة رويترز.
كان البابا الحالي فرنسيس، قد أعلن يوم الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن سلفه بنديكتوس "اشتد عليه المرض"، وقال إنه يصلي من أجل البابا السابق الذي أحدثت استقالته لأسباب صحية مفاجأةً في العالم عام 2013.
مصدر في الفاتيكان تحدث للوكالة الفرنسية، الأسبوع الفائت، وقال إن صحة البابا بنديكتوس "تدهورت قبل نحو ثلاثة أيام، وظائفه الحيوية تتلاشى بما في ذلك قلبه".
من هو بنديكتوس؟
ولد بنديكتوس، واسمه الحقيقي يوزيف راتسينغر في العام 1927، وهو ألماني الجنسية، ودرّس اللاهوت على مدى 25 عاماً في ألمانيا، قبل أن يعيّن رئيساً لأساقفة ميونيخ.
أصبح رئيس مجمع العقيدة والإيمان في روما، حتى انتخابه في العام 2005 خلفاً للبابا يوحنا بولس الثاني، وخلال حقبته اعتمد نهجاً محافظاً في مسائل عدة، خصوصاً الإجهاض والمثلية الجنسية والموت الرحيم.
أثارت تصريحاته مراراً الجدل، لا سيما حول الإسلام، وكان قد البابا بنديكتوس قد أثار غضب العالم الإسلامي في العام 2006، بعد أن ألقى خطاباً نقل فيه اقتباساً عن إمبراطور بيزنطي من القرن الرابع عشر، وقال "إن الإسلام لم يأتِ إلا بالشر إلى العالم، وانتشر بحد السيف".
بعد أيام، عبر بنديكتوس عن "بالغ أسفه" لردة فعل المسلمين على خطابه، الذي قال إنه أسيء فهمه، لكن خطابه أثار موجة احتجاجات كبيرة في العالم الإسلامي، وإدانات من رجال دين مسلمين.
بعد ثماني سنوات من البابوية، شهدت أزمات متعددة، طاردت بنديكتوس فضيحة تحرّش رجال دين، جنسياً بالأطفال، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، واتهم في تقرير صحفي في ألمانيا بإساءة إدارة العنف الجنسي، عندما كان رئيس أساقفة ميونيخ، فكسر صمته ليطلب "الصفح"، لكنه أكد أنه لم يتستر مطلقاً على الإساءة للأطفال.
في العام 2012، تعرضت بابوية بنديكتوس لهزة عنيفة طوال ذلك العام، بسبب الفضيحة المعروفة باسم "فاتيليكس"، بعد تسريب وثائق تفيد بحدوث صراع داخلي بين مساعدي بنديكتوس، ووجود خلل وظيفي عام في قلب الإدارة المركزية للكنيسة المعروفة باسم "الكوريا".
كشفت الفضيحة عن وجود فساد مالي، إلى جانب ما أثير عن وجود ما يسمى "لوبي المثليين"، الذي استخدم الابتزاز لحماية أعضائه.
في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2012، قضت محكمة بالفاتيكان بإدانة كبير الخدم السابق لبنديكتوس، بعد سرقته وثائق حساسة، وحكمت عليه بالسجن لمدة عام ونصف العام.
في العام 2013 قرر بنديكتوس في خطوة مفاجئة الاستقالة من منصبه، وأكد في كتاب نُشر عام 2016 أن اعتزاله كان قراراً شخصياً، نسبه إلى تراجع قدراته، وليس بسبب الفضائح، وببادرته غير المسبوقة منذ 700 عام، مهّد البابا المعتزل الطريق لخلفائه ليحذوا حذوه عندما تتراجع قواهم.
وفي تقرير مستقل في ألمانيا، يزعم أن بنديكتوس فشل في اتخاذ إجراءات ضد أربع قضايا اعتداء جنسي، حدثت عندما كان لا يزال رئيساً لأساقفة ميونيخ، بين عامي 1977 و1982.
يعود آخر تسجيل فيديو بثّه الفاتيكان لبنديكتوس السادس عشر، إلى أغسطس/آب 2022، وبدا فيه نحيلاً ومزوداً بجهاز للسمع، وغير قادر على الكلام.