في تطور جديد لهدوء الأوضاع بين كوسوفو وصربيا، أعادت بريشتينا، الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول 2022، فتح المعبر الحدودي الرئيسي مع بلغراد، بينما أعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، إزالة الحواجز التي أقامتها الأقلية الصربية شمال كوسوفو وأدت إلى توتر العلاقات بين البلدين.
كانت كوسوفو قد أغلقت معبر "ميردير" الرئيسي على الحدود مع صربيا أمس، وهو ثالث معبر حدودي يتم إغلاقه منذ العاشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ولكنها أبقت على 3 نقاط عبور أخرى مفتوحة قبل أن تعيد فتح المعبر الرئيسي، الخميس.
كما أطلقت كوسوفو، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول، سراح ضابط شرطة سابق من الأقلية الصربية، تسبب اعتقاله في أزمة كبيرة مع صربيا وأثار مخاوف دولية.
إذ قال الرئيس الصربي إنه أمضى "ليلة صعبة من المباحثات" مع مجموعة من صرب كوسوفو، مضيفاً أنه بعدما استمع لمطالبهم طلب منهم إزالة الحواجز التي نصبوها شمال كوسوفو، وأنهم استجابوا له.
من المقرر، بحسب الرئيس الصربي، أن تُزال الحواجز شمالي كوسوفو، اعتباراً من صباح اليوم، وقد تستمر هذه العملية 48 ساعة. وهدد فوتشيتش بأن هذه الحواجز سيعاد نصبها بشكل لا رجعة فيه في حال تعرض صرب كوسوفو للاعتقالات عقب إزالتها.
في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدأت مجموعات من الأقلية الصربية شمال كوسوفو إقامة حواجز بواسطة شاحنات؛ احتجاجاً على توقيف سلطات بريشتينا الشرطي الصربي ديان بانتيك؛ للاشتباه في ارتكابه "أعمالاً إرهابية"، الأمر الذي صعد التوتر بين بلغراد وبريشتينا.
بينما تكررت الدعوات الدولية والمباحثات لنزع فتيل التوتر بعدما أمر الرئيس الصربي بوضع الجيش في حالة تأهب قصوى، وسط أنباء عن اعتزام بريشتينا شن هجوم على المناطق الشمالية التي تتظاهر فيها الأقلية الصربية، بينما أعلنت روسيا عن دعمها لصربيا.
من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الخميس، بإزالة الحواجز التي أقامتها الأقلية الصربية شمالي كوسوفو. وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن الدبلوماسية ساهمت في خفض التوتر شمالي كوسوفو.
كما أشار بوريل، في بيان، إلى أن "العنف لا يمكن أن يكون حلاً أبداً"، وأعرب عن ترحيب الاتحاد الأوروبي بـ"التصرف المسؤول" للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي.
بدورها، أعلنت المتحدثة باسم الناتو، أوانا لونجيسكو، ترحيب الحلف بالجهود المبذولة للحد من التوتر. وقالت لونجيسكو إن الناتو ينتظر من الأطراف تنفيذ تعهداتها.
جدير بالذكر أن كوسوفو، التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، انفصلت عن صربيا عام 1999 وأعلنت استقلالها عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعتبرها جزءاً من أراضيها وتدعم أقلية صربية فيها.