كشفت مصادر فلسطينية، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنَّ قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية كثّفت الضغط على المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية في إطار محاولة لمنعهم من تنظيم مسيرات عامة، حسب ما نشرته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية.
وأوضحت المصادر أنَّ التجمعات التي أقيم معظمها في منطقتي نابلس وجنين خلال العام الماضي، أحرجت القيادة الفلسطينية في رام الله على الساحة الدولية، وخاصة المانحين الغربيين.
وأضافت المصادر أنَّ قيادة السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط شديدة من الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات حقيقية لإنهاء التظاهرات التي تقوم بها المقاومة بشوارع فلسطين.
السلطة تفاوض المقاومة
لكن مسؤولاً فلسطينياً في رام الله نفى وجود قرار في هذه المرحلة باستخدام القوة لتفكيك "عرين الأسود" أو منعها من إقامة "استعراضات عسكرية"، وقال المسؤول إنَّ السلطة الفلسطينية تعمل على إقناع العديد من أفراد المقاومة بالاستسلام والانضمام إلى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وبحسب المسؤول، فإنَّ جميع أعضاء جماعة "عرين الأسود" التابعة لفتح ومقرها نابلس قد سلّموا أنفسهم لقوات الأمن الفلسطينية، وأردف المسؤول أنَّ معظم أعضاء الجماعة الحاليين المحسوبين على حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية يرفضون أن يحذوا حذوهم.
وفي محاولة لاسترضاء المانحين والأطراف الدولية الأخرى، أرسلت السلطة الفلسطينية ضباط أمن كباراً إلى مخيمات اللاجئين في منطقتي جنين ونابلس للقاء أعضاء المقاومة المسلحة هناك.
وعقد الضباط المنتمون لجهاز الأمن الوقائي والمخابرات العامة سلسلة اجتماعات مع مسلحين من مختلف الفصائل؛ من بينها كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح الحاكمة.
وأفادت المصادر بأنَّ الضباط أبلغوا المقاومة بأنَّ القيادة الفلسطينية تعتبر وجودهم في الشوارع "إشكالياً وضاراً" بمصالح الشعب الفلسطيني. وحذر الضباط من أنَّ قوات الأمن الفلسطينية لن تتسامح مع أية مشاهد من "الفوضى وغياب القانون"، لكن جهود القيادة الفلسطينية لكبح جماح المقاومة -وهي أول جهود من هذا القبيل منذ بداية العام- باءت بالفشل حتى الآن.
وفشل ضابط استخبارات كبير أُرسِل إلى مخيم بلاطة للاجئين بالقرب من نابلس الأسبوع الماضي في إقناع قادة المقاومة بالضفة بوقف أنشطتهم العامة.
وقد عرض الضابط، بحسب سكان المخيم، على بعض أفراد المقاومة وظائف ورواتب في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية مقابل التخلي عن أسلحتهم وتفكيك العناصر المحلية؛ بما في ذلك كتيبة بلاطة، التي ينتمي معظم أفرادها إلى حركة فتح والجهاد الإسلامي.
لكن بعد أقل من 48 ساعة على الاجتماع، نظم العشرات منهم مسيرة في مخيم بلاطة تكريماً لمهدي محمد حشاش، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 15 عاماً قتل خلال اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن الإسرائيلية الشهر الماضي.
وحضر المئات من الفلسطينيين المسيرة، التي اعتبرتها المؤسسة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تحدياً آخر للقيادة الفلسطينية.