حثَّ أكثر من 1000 ضابط سابق في سلاح الجو الإسرائيلي، من ضمنهم رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، كبار المسؤولين القانونيين في البلاد على التصدي للحكومة المقبلة التي من المقرر أن تباشر مهامها الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وقالوا في خطاب أُرسل إلى رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية ومسؤولين كبار آخرين، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول، إن هذا التحالف من الأحزاب الدينية والقومية المتطرفة يهدد مستقبل إسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة Associated Press الأمريكية.
جاء في الخطاب: "إننا ننتمي إلى جميع طبقات المجتمع ومختلف الأطياف السياسية. والقاسم المشترك بيننا اليوم هو الخوف من تعرض دولة إسرائيل الديمقراطية للخطر".
ووصف الخطاب المؤسسة القضائية بـ "خط الدفاع الأخير" وناشد مسؤوليها "بذل كل ما في وسعهم لمنع هذه الكارثة التي ستحل بالبلاد".
ومن بين الموقعين البالغ عددهم 1200 شخص دان حالوتس، الذي شغل منصب قائد عسكري في الفترة بين 2005 و2007، وأفيهو بن نون، القائد السابق في سلاح الجو، وعاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية. وثلاثتهم طيارون مقاتلون سابقون.
الاتفاق النووي مع إيران والدور الأمريكي
في سياق آخر، ذكرت صحيفة Haaretz أن المسؤولين الإسرائيليين يزعمون أن القيادة الأمريكية لا تزال راغبة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران وأنها تحظى بدعم مؤسسة الدفاع الأمريكية.
ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الولايات المتحدة تدرك أنه سيكون صعباً على النظام الإيراني قمع الاحتجاجات الأخيرة في إيران دون تحسين الوضع الاقتصادي، وبالتالي قد يكون الاتفاق النووي في مصلحة إيران.
يأتي ذلك على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن اتفاق نووي محتمل مع إيران بأنه "صفقة ميتة"؛ مما جعل مسؤولين إسرائيليين يحتفون بكلام بايدن، لكن المؤسسة الأمنية التزمت الحذر وتتعامل مع كلام الرئيس على أنه زلة لسان أكثر منه تصريحاً جاداً.
في السياق، قال مسؤولون مطلعون في الإدارة الأمريكية، تحدثوا إلى صحيفة هآرتس، إن مسؤولين أمريكيين بارزين أعطوا انطباعاً بأنه رغم هذا الموقف الصعب، سيحدث تغيير كبير في الصفقة النووية في ظرف بضعة أشهر.
ميزانية ضخمة لمهاجمة إيران
يُشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين بدأوا محادثات مغلقة إبان حكومة لبيد-بينيت، لتقييم استعداد إسرائيل لصراع عسكري مع إيران. وقال مسؤول مطلع إن الوضع تقدم إلى درجة أنهم كُلِّفوا بمهمة إعداد خطط عملياتية جديدة وإعداد ميزانية لشراء الأسلحة وجلب المعدات اللازمة لهذا الهجوم، بحسب أسوشيتد برس.
وخصّصت الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها ميزانية ضخمة بمليارات الدولارات لمهاجمة إيران، وشراء أسلحة متطورة، وتقوية العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة ودول الخليج وحلفاء آخرين.
ومع ذلك، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة هآرتس إن "إسرائيل ليس لديها القدرة العملية على مهاجمة إيران دون دعم وتعاون الولايات المتحدة، وأي شخص يقول خلاف ذلك كاذب".
وأثار المسؤولون الإسرائيليون الذين شاركوا في النقاشات المغلقة عن إيران مشكلة أن على إسرائيل تشكيل جبهة دولية ضد النظام الإيراني.
إسرائيل محتاجة للدعم الأمريكي
ووفقاً لمسؤول إسرائيلي شارك في المناقشات، كان الاتفاق على أن أي هجوم على إيران يتطلب تغيير النظام، وبالتالي لا يكفي مهاجمة أهداف عسكرية دون استهداف كبار المسؤولين الإيرانيين المسؤولين عن خطط تهدد إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.
يأتي ذلك وسط مخاوف من أن خطط الحكومة الإسرائيلية المقبلة قد تزعج الإدارة الأمريكية، وهذا قد يهدد تعاونها العسكري معها بخصوص إيران. وقد حذر المسؤولون الأمريكيون نظراءهم الإسرائيليين من ذلك في مناقشات سابقة.
وتأمل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أن تساعد خبرة نتنياهو بالمشكلة الإيرانية وإيمانه بأهمية التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في صدّ أي محاولات لتقويض العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من جانب شركائه أو الوزراء في التحالف.
ويخشى المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون من أن الحكومة المقبلة ستفتقر إلى الحكمة اللازمة لمنع استفزاز الأمريكيين. فيما قال مسؤول إسرائيلي كبير: "الأمور لا تسير في اتجاه مُطمئِن، والأمريكيون لا يخفون ذلك".