شنَّ القيادي في حركة فتح الفلسطينية، حسين الشيخ، هجوماً حاداً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج، وتهجم عليهما بألفاظ نابية، وفق ما ورد في تسجيل مُسرب نشرت تفاصيله الثلاثاء، 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، وكالة "شهاب" الفلسطينية.
بينما لم تتأكد صحة التسجيل الصوتي المسرب، لم يصدر أي تعليق من الشيخ أو الرئاسة الفلسطينية ولا جهاز المخابرات، فيما أثار التسجيل جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه يكشف بعضاً من فصول المعركة لخلافة محمود عباس.
حسب التسجيل، اتهم حسين الشيخ رئيس السلطلة الفلسطينية، الذي يبلغ 87 عاماً من العمر، بالمشاركة في الفوضى الحالية، وقال: "أنا بقولكم أبو مازن شريك بالفوضى، هو شريك فيها وله مصلحة في بقائها، ويؤسفني أن أقول هذا الكلام".
أضاف الشيخ: "اليوم الوسيلة تختلف عن قصة عرفات بالكامل". وأشار إلى أنه "مع التعايش والصدام مع أبو مازن لأن كلامها بخسّر (يأتي بالخسارة)، مضيفاً "بدك غصب عنك تتعايش معه، بس في نفس الوقت أحياناً بدّك تصطدم معه".
كما تابع القيادي في حركة فتح قائلاً: "مش كل شيء بده إياه بدّنا نمشيله إياه؛ لإني أنا عارف المشروع المركب على دماغه وين.. اللي راكب ع دماغ أبو مازن واحد اثنين ثلاثة أربعة". وأكمل: "يعني كمان هو (عباس) لما يكون ماخد موقف وبده يمشيه بيجي بتواقح معك، اليوم هذا الموضوع جوهر القصة".
حسين الشيخ ومعركة خلافة عباس
تحدث القيادي في فتح عن "أربعة أو خمسة" أشخاص بحاجة إلى الإزاحة من المشهد، وقال: "ترويح أربعة خمسة، مين الخمسة اللي مش مرتاح لهم أبو مازن!.. بده يخربش هون وهناك".
أضاف حسين الشيخ متحدثاً لشخصية بجواره عن عباس: "المسألة صفّت (انتهت) إنه إذا كبر هذا اللي موجود اليوم (الفوضى) شو مصلحتكم فيه.. لصالحك (أبو مازن)".
بينما وصف حسين الشيخ ما يدور حالياً داخل حركة فتح بـ"معركة خلافة أبو مازن" التي تتدخل فيها العديد من الجهات، لكنه شدد على وجود خطة مرتبة لذلك، وقال: "معركة خلافة أبو مازن، الأمن داخل بالموضوع، وشغال في اللعبة هذه، وجزء من المركزية (اللجنة المركزية للحركة) داخل في الموضوع".
لكن حسين الشيخ أكد أن "اليوم الذي يلي أبو مازن كله جاء في إطار خطة مرتبة"، مضيفاً: "اللي يُدبّر هو اللي جاي".
كما ذكر في التسجيل أن عباس ذاهب باتجاه تعيين محمود العالول لخلافته في حركة فتح، وقال: "في موضوع فتح، هو (عباس) رايح باتجاه محمود العالول"، مستدلاً على ذلك بتكليف "أبو مازن" العالول وعزام الأحمد في أحد الموضوعات المهمة، التي لم يذكرها.
أضاف: "أنا لا أنكر أن العنوان أبو مازن في هذا الموضوع، وأنا ناقشته لوحده". وأشار القيادي في حركة فتح إلى أن حماس تستغل الأوضاع الحالية لحركة فتح والسلطة، قائلاً: "مهو واضح إنه حماس مستغلين الوضع الراهن".
الهجوم على ماجد فرج
في تسجيل آخر، شن القيادي في حركة فتح هجوماً على مدير جهاز المخابرات ماجد فرج، متسائلاً عن سبب وجوده في غزة وسط حوار بين مصر وحركة فتح، وقال: "شو دخل ماجد فرج، حوار فتح مع المصريين، كيف بده ييجي مدير المخابرات؟!".
أضاف متحدثاً عن ماجد فرج: "ما حد عبّره في كل غزة"، بينما كشف الشيخ عن أنه استشاط غضباً حين رأى عباس يصطحب معه بالطائرة ماجد فرج إلى إحدى الزيارات الخارجية. وتابع: "لما عرفت إنه ماخد ماجد معه بالطيارة قررت إني ما أروحش، عشان أقول لك الحقيقة، على إيش واخد ماجد فرج معك".
أطلق حسين الشيخ بعد حديثه السابق سلسلة من الشتائم النابية بحق رئيس السلطة محمود عباس، وكان الشيخ خلال التسجيل يتحدث مع شخص عن الخطوات المقبلة في معركة خلافة عباس، ويقول له: "إيش يعني الإجراء اللي بدكم تعملوه يكون نقطة تحول في الحدث، ميدانياً.. سياسياً، شو اللي بدكم تعملوه".
كما أطلق حسين الشيخ سلسلة أخرى من الشتائم النابية بحق رئيس السلطة محمود عباس، وقال إنه "مخبوط على دماغه".
بينما قال القيادي في حركة فتح إن عباس "فتح 100 معركة"، مُلمحاً إلى أن ذلك سيكون نهايته. وأضاف في التسجيل: "فَتَح (عباس) مئة معركة.. مع جبريل (الرجوب) وعزام (الأحمد) وتوفيق (الطيراوي) ومحمود العالول، وهذا بيعني End Of The Game نهاية اللعبة".
من سيخلف محمود عباس؟
في نهاية عهد مخيب للآمال، لا يزال من غير الواضح ما سيحدث في الأيام والأسابيع التي تلي وفاة محمود عباس. يمكن أن تحدث عدة سيناريوهات -بعضها عنيف- ما يجعل الدولة الفلسطينية، التي كافح من أجلها حين كان أصغر، بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى.
في حالة استقالة أبو مازن أو وفاته، ينص القانون الفلسطيني على أن يصبح رئيس مجلس النواب رئيساً مؤقتاً ويصدر مرسوماً بالانتخابات خلال 60 يوماً. ومع ذلك، فإنَّ الانقسام بين فتح وحماس عام 2006 يعني أنَّ هذا شبه مستحيل، ولا توجد آليات مؤسسية واضحة لإدارة الانتقال.
بدلاً من ذلك، من المتوقع على نطاق واسع أن يتولى حسين الشيخ، مؤيد عباس، الذي عُيّن في مايو/أيار أميناً عاماً للجنة التنفيذية للسلطة الفلسطينية، السلطة ورئاسة منظمة التحرير الفلسطينية. وكان الرجل البالغ من العمر 60 عاماً مسؤولاً سابقاً عن التنسيق مع إسرائيل، ومتهماً بالفساد والاعتداء الجنسي -وهي مزاعم نفاها- ولا يحظى بشعبية كبيرة.
كما قال حسين الشيخ في مقابلات إنه يجب انتخاب الزعيم الفلسطيني المقبل، لكن فقط إذا سمحت إسرائيل لسكان القدس الشرقية المحتلة بالتصويت، وهو أمر غير مرجح. كما شدد على أهمية علاقة السلطة بإسرائيل، وفُسِّرت زيارة لواشنطن في وقت سابق من هذا الشهر على أنها دعم البيت الأبيض للشيخ لخلافة أبو مازن.
خلفاء محتملون
يوجد العديد من المتنافسين الآخرين على المنصب الأعلى داخل حركة فتح شديدة الانقسام، بما في ذلك الموالي لعباس، ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة، ومحمود العالول، نائب رئيس فتح.
لا يزال أحد المنافسين اللدودين، مروان البرغوثي، الذي يقضي 5 أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي، يحظى بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، وأعلن أنه سيرشح نفسه للرئاسة من زنزانته في انتخابات 2021 الملغاة.
بينما صار محمد دحلان، وهو عدو آخر يعيش في منفى اختياري في أبوظبي، فاعلاً إقليمياً مؤثراً للغاية، ويُعتقد أنه يحتفظ بصِلات مع فصائل مسلحة في كل من الضفة الغربية وغزة.
قد يؤدي الصراع على السلطة داخل الحزب إلى تأجيج التوترات التي تجتاح الضفة الغربية؛ إذ تتصادم الفصائل الفلسطينية المُشكّلة حديثاً مع القوات الإسرائيلية وقوات السلطة.
من الاحتمالات الواردة في حالة حدوث فراغ كبير في السلطة، اندلاع حرب أهلية أو انتفاضة على غرار الربيع العربي ضد السلطة، أو انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل.