قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يجب تغيير القيادة السياسية في لبنان، من أجل حدوث تغيير حقيقي في بيروت، كاشفاً أنه سيتخذ مبادرات بخصوص لبنان خلال الأسابيع المقبلة.
إذ أوضح ماكرون في تصريحاته لصحيفة النهار اللبنانية، بعد مشاركته في مؤتمر "بغداد 2" الذي عقد في الأردن، الثلاثاء، 20 ديسمبر/كانون الأول 2022: "أرى أن حل مشكلة لبنان يكمن في حل مشاكل الناس، وإعادة هيكلة النظام المالي ثم وضع خطة مع رئيسين نزيهين للجمهورية والحكومة".
الرئيس الفرنسي أضاف: "ما يقلقني هو اللبنانيين، رجالاً ونساء، لأن الطبقة التي تعيش على حساب البلد لا تملك الشجاعة للتغيير".
مبادرات ماكرون
في السياق، كشف الرئيس اللبناني خلال تصريحاته، أنه سيتخذ مبادرات بخصوص لبنان خلال الأسابيع المقبلة، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأنها، لكنه نفى إمكان عقد مؤتمر دولي للبنان.
ودافع ماكرون عن نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة، ووصفه بأنه: "لا يستسلم لمن أثروا أنفسهم على حساب الشعب ويريدون الابتزاز والبقاء".
كما شدد على ضرورة المساهمة في إيجاد حل سياسي بديل من خلال برامج ومشاريع ملموسة دون التسامح مع الطبقة السياسية.
ورفض الرئيس الفرنسي الخوض في أسماء مرشحي الرئاسة في لبنان قائلاً: "لبنان بحاجة لرئيس نزيه ورئيس وزراء ونريد مساعدة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي يبذل جهوداً رغم كل شيء".
وحول سؤاله عن مواصفات النزاهة على قائد الجيش اللبناني لتولي الرئاسة قال ماكرون: "لن أخوض في مسألة الأشخاص والأسماء إذا لم يكن هناك استراتيجية وخطة. الاستراتيجية هي أن يكون هناك أشخاص من النزهاء مستعدين للقول إن الطبقة السياسية غير مهتمة بهم وأن يتوقفوا عن العيش على حساب الناس. يجب تغيير القيادة في هذا البلد".
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول، يعيش لبنان فراغاً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن فشل مجلس النواب في انتخاب خلف له خلال الجلسات العشر التي عقدها لهذا الغرض.
يمر لبنان بأزمة اقتصادية خطيرة طالت جوانب مختلفة من الحياة، إضافة إلى أزمة سياسية منعت نجيب ميقاتي، القائم بأعمال رئيس الوزراء، من إعلان تشكيل حكومته منذ مايو/أيار الماضي.
"موجود على الصعيد الأمني والسري"
بالإضافة إلى ذلك، تطرق ماكرون إلى وجود حزب الله على الساحة اللبنانية وقال إنه "موجود في لبنان على الصعيد الأمني والسري، وهو موجود أيضاً على المستوى الرسمي ويستفيد من نظام وآلية سياسية".
الرئيس الفرنسي أشار أيضاً إلى أنه لن يزور لبنان الآن، لأنه ليس الوقت المناسب للقيام بهذه الزيارة، لكنه أكد أنه سيزور قوات حفظ السلام.
كما ركز ماكرون على نتائج مؤتمر "بغداد 2″، قائلاً: "إنه لا حل لمشاكل لبنان والعراق وسوريا إلا في إطار حوار لتقليص النفوذ الإقليمي لإيران".
وشدد على أن الإيرانيين لم ينخرطوا بصدق وقال: "لقد رأينا من 2019 و 2020 أن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي يبدي رغبة في دفع العمل، وعلى هذا الأساس طور اعتباراً من عام 2020، كانت استراتيجية مع الرئيس الأسبق برهم صالح والكاظمي تهدف إلى مساعدتهما على تعزيز سيادة العراق".
ولفت إلى أن لبنان لم يدع إلى المؤتمر، لأن له أجندة مختلفة، والأولوية أن تكون له قوة تنفيذية مستقرة، مضيفاً: "سنعمل في الأسابيع المقبلة في إطار مماثل مع لبنان".
وحول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قال ماكرون إنه "تم التوصل إلى ضمانات أمنية كانت واضحة بعدم التصعيد واعطيت أيضاً للمفاوضين الأمريكيين".