تستعد وزارة الداخلية الإيطالية لتشديد القواعد الخاصة بسفن إنقاذ المهاجرين التابعة للمؤسسات الخيرية، وذلك تنفيذاً لوعود رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة جورجا ميلوني الانتخابية بالحد من تدفق المهاجرين، بحسب ما نقلت صحيفة The Times البريطانية.
في السياق، ذكرت صحيفة La Repubblica، الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن من بين هذه الإجراءات إلزام السفن بتسليم المهاجرين إلى مكان آمِن في الحال، دون أن تنتظر في البحر لنقل ركاب آخرين.
كما أشارت في الوقت ذاته إلى أن السفن الصغيرة كذلك ستُمنع من نقل المهاجرين إلى سفن أكبر حتى تتمكن من البقاء في البحر، بحسب الإجراءات الجديدة ذاتها.
قيود وفرض غرامات
وهذه القواعد ستُضمَّن في قانون ملزم وليس مجرد قانون "سلوكي طوعي"، مثلما كان يحدث في السابق. وقالت صحيفة La Repubblica إن حكام المدن ستُمنح لهم سلطة "فرض غرامات" على السفن واحتجازها في حال ارتكابها أي مخالفات.
وظهر أول مؤشرات هذه القوانين الجديدة الأسبوع الماضي بعد منح إذن سريع لمرور السفينة الخيرية الألمانية الصغيرة Rise Above، التي نقلت سابقاً 63 مهاجراً إلى سفينة Sea-Eye4 الأكبر.
وبعد إنقاذها 27 سورياً يوم الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول، مُنحت سريعاً الإذن بالمرور إلى ميناء جويا تاورو في كالابريا. في حين قالت المنظمة في تغريدة على تويتر: "بعد ساعات قليلة من الإنقاذ، خصصوا ميناء آمناً لنا بسرعة مفاجئة. Rise Above قادمة".
وتخشى المؤسسات الخيرية أن يكون الهدف من هذه الإجراءات إجبار سفنها على تنفيذ رحلات طويلة ومتكررة إلى الشاطئ، لاستهلاك الوقت والوقود، وتعريضها لخطر التغريم أو الاحتجاز في حالة عدم الامتثال.
يُشار إلى أن الحكومة الإيطالية كلفت ماتيو بيانتيدوسي، وزير الداخلية والموظف الحكومي السابق، بمهمة تنفيذ التزام رئيسة الوزراء من اليمين المتطرف بالحد من الهجرة، الذي ساهم في فوز حزبها اليميني "إخوان إيطاليا" في انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال بيانتيدوسي في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي إن بعض المنظمات غير الحكومية تبدو مصممة عن عمد على "جلب المهاجرين من ليبيا ودول أخرى إلى إيطاليا فقط".
فيما قال مارك برادلي، عالم النفس الذي يعمل في منظمة المهاجرين الخيرية SOS Méditerranée، إن الحكومات تبدو عاجزة عن استيعاب أن احتجاز المهاجرين المصابين بصدمات نفسية على سفن في البحر "تلاعُب بحياتهم ومشاعرهم".