توقع معهد القياسات الصحية والتقييم، ومقره الولايات المتحدة، ارتفاع أعداد الوفيات بفيروس كورونا في الصين إلى أكثر من مليون شخص خلال عام 2023، في وقت أكد عاملون في محارق جثث في بكين أن المحارق مكتظة بسبب موجة غير مسبوقة من الإصابات بكوفيد-19 في الصين، يُتوقع أن تصل قريباً إلى المناطق الريفية، بحسب السلطات.
المعهد الأمريكي قال وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية إن عدد الإصابات سيصل إلى ذروته، في أبريل/نيسان المقبل، وستصل الوفيات إلى 322 ألفاً، عازياً ذلك إلى رفع السلطات الصينية المفاجئ للقيود الصارمة لمكافحة كوفيد-19.
كما أفادت توقعات جديدة من معهد القياسات الصحية والتقييم، ومقره الولايات المتحدة، بأن رفع الصين المفاجئ للقيود الصارمة لمكافحة كوفيد-19 قد يؤدي إلى انفجار في عدد الحالات، ووفاة أكثر من مليون شخص خلال العام المقبل، ووفقاً للتوقعات، فإن عدد الحالات في الصين سيصل إلى ذروته، في أول أبريل/نيسان، وستصل الوفيات إلى 322 ألفاً.
الصين تعود لمواجهة كوفيد-19
يأتي هذا في وقت ينتشر الوباء بسرعة في أنحاء الصين، بعد أسبوع على رفع غالبية القيود الصحية السارية منذ نحو ثلاث سنوات، واعترفت السلطات بأن "من المستحيل" الآن إحصاء عدد الحالات، وقال عامل في محرقة للجثث لوكالة فرانس برس "نحرق عشرين جثة في اليوم، معظمها لكبار في السن. وأصيب كثير من الناس بالمرض مؤخراً".
وأضاف: "نحن مجبرون على العمل بشكل كثيف، من بين 60 موظفاً هناك أكثر من 10 حالات (كوفيد) إيجابية، لكن لا خيار لدينا، هناك الكثير من العمل في الآونة الأخيرة"، كما أشار عمّال في اثنين من دور إقامة الجنازات في بكين، تواصلت معهم وكالة فرانس برس، إلى أنّ مؤسستيهما تعملان الآن على مدار الساعة، وتقدّمان خدمات حرق الجثث في اليوم ذاته لتلبية الطلب المتزايد، وأفادت محرقة جثث أخرى بأنّ لديها الآن قائمة انتظار مدّتها أسبوع.
مع ذلك، لا تشير الأرقام الرسمية إلى أي وفيات مرتبطة بكوفيد، منذ الرابع من ديسمبر/كانون الأول.
"زكام فيروس كورونا"
من جهتها، دعت الهيئة المسؤولة عن مكافحة كوفيد، الجمعة، الحكومات المحلية إلى زيادة المراقبة والرعاية الطبية للعائدين إلى عائلاتهم في المناطق الريفية، مع اقتراب العام الصيني الجديد، في يناير/كانون الثاني.
ويتسبب هذا الحدث كل عام بأكبر حركة انتقال في العالم، ومن المتوقّع أن يزداد الطلب هذا العام بعد رفع القيود المفروضة على السفر بين المقاطعات.
وأوردت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة هونغ كونغ أنّ كوفيد يمكن أن يودي بمليون شخص في الصين هذا الشتاء، في غياب الجرعة الرابعة من اللقاح أو قيود جديدة.
رسمياً، نسبت تسع وفيات فقط للوباء، منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وسجّلت البلاد أكثر من 10 آلاف حالة يومياً منذ ذلك الحين.
وقبل ذلك، لم يتم الإبلاغ عن أي وفاة مرتبطة بفيروس كورونا، بين 28 مايو/أيار و19 نوفمبر/تشرين الثاني.
مستشفيات مزدحمة
هذا الأسبوع أبلغ مديرو خمس دور لرعاية المسنّين الصحافة المحلية بأنه لم يعد بإمكانهم الحصول على اختبارات "بي سي آر" أو على الأدوية بسبب النقص في هذه المواد. وقالوا إنهم ليست لديهم خطة طوارئ في حال ازدياد الحالات. ورَفَض موظفون في العديد من دور الرعاية في بكين، تواصلت معهم وكالة فرانس برس، مناقشة الوضع في مؤسساتهم.
على الصعيد الوطني، تُواصل الكثير من دور رعاية المسنّين عملها في إطار "دائرة مغلقة"، أي إجراء حجر يفرض على العمّال النوم في الموقع، وفقاً لما نُشر على الإنترنت في الأيام الأخيرة.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمصابين بكوفيد يجلسون على مقاعد خارج مستشفيات مزدحمة ويتلقّون حقن المحلول الملحي.
رفع القيود في الصين
رفعت الصين بعضاً من أشد القيود التي فُرضت لمكافحة كوفيد-19 في العالم، في ديسمبر/كانون الأول، بعد احتجاجات عامة لم يسبق لها مثيل. وباتت تشهد الآن ارتفاعاً في عدد الإصابات، مع مخاوف من أن يصيب فيروس كورونا 1.4 مليار نسمة خلال عطلة العام القمري الجديد، في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال موراي، الجمعة، لدى نشر توقعات المعهد على الإنترنت "لم يعتقد أحد أنهم سيتمسكون بسياسة صفر كوفيد مثلما فعلوا"، وأضاف أن سياسة صفر كوفيد ربما تكون فعالة في السيطرة على الفيروس، لكن قابلية التحول العالية لمتحورات أوميكرون تجعل من المستحيل الاستمرار في تطبيق تلك السياسة.
ويتوقع خبراء آخرون إصابة نحو 60% من سكان الصين بالفيروس في نهاية المطاف، كما من المتوقع أن تصل الإصابات إلى ذروتها، في يناير/كانون الثاني، وستكون في الفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل كبار السن وغيرهم.
وأظهرت وثيقة نُشرت في وقت سابق على موقع ميدريكسيف الطبي، أن الخبراء في مجال الأمراض في جامعة هونغ كونغ يتوقعون أن يؤدي رفع القيود وإعادة فتح المقاطعات في وقت واحد، في ديسمبر/كانون الأول 2022 ويناير/كانون الثاني 2023، إلى حدوث 684 حالة وفاة من بين كل مليون شخص خلال ذلك الإطار الزمني.
وبناء على عدد سكان الصين البالغ 1.41 مليار نسمة وبدون اتخاذ تدابير مثل التطعيم الجماعي فإن العدد قد يصل إلى 964400 وفاة.