أعلن الأمن العام الأردني، مساء الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، مقتل عقيد برصاص "مخربين" في منطقة الحسينية التابعة لمحافظة معان جنوبي البلاد.
وتشهد محافظة معان مع مناطق أخرى في المملكة، منذ الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2022، إضراباً في قطاع النقل؛ للمطالبة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية بالبلاد، إلا أنه تطور فيما بعد إلى إضراب عام أغلقت على أثره المحال التجارية بالكامل.
وورد في بيان رسمي: "نعت مديرية الأمن العام استشهاد العقيد عبد الرزاق عبد الحافظ الدلابيح، نائب مدير شرطة محافظة معان، إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري في منطقة الرأس أثناء تعامله مع أعمال شغب، كانت تقوم بها مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون في منطقة الحسينية بمحافظة معان".
وأضاف البيان: "إذ تنعى مديرية الأمن العام العقيد الدلابيح، فإنها تؤكد أنها مستمرة في عملها لحفظ أمن الوطن وحماية مواطنيه".
ومضت المديرية تقول: "سنضرب بيد من حديد على كل من يحاول الاعتداء على الأرواح والممتلكات العامة ويهدد أمن الوطن والمواطن".
كما أشارت إلى أنها "إذ تكفل حماية حرية الرأي والتعبير السلمي عنه، فإنها ستتعامل وفق أحكام القانون وباستخدام القوة المناسبة مع كل من يقوم بأعمال الشغب والتخريب، أينما كانوا".
وتابعت أنها "لن تسمح للمجرمين والمخربين باستغلال هذا الظرف للمساس بحياة المواطنين وترويعهم".
احتجاجات تتوسع
وتداول ناشطون على مواقع التواصل في الأردن، مساء الخميس، مسيرة لمئات المحتجين في وسط العاصمة عمان، تزامناً مع إضراب أطلقه سائقو الشاحنات في المملكة؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود، وانضم له سائقو وسائل نقل أخرى.
كان سائقو الشاحنات في الأردن قد توقفوا عن العمل جزئياً، ودخلوا في اعتصاماتٍ الأسبوع الماضي، خاصة في المحافظات الجنوبية الفقيرة؛ لمطالبة الحكومة بخفض أسعار وقود الديزل، قائلين إن التكاليف المتزايدة كبّدتهم خسائر في أعمالهم.
فيما أغلقت محال تجارية في بعض المدن الأردنية أبوابها، الأربعاء، تضامناً مع آلاف من سائقي الشاحنات، الذين نظموا عدداً من الإضرابات المتفرقة؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود في البلاد، والتي تسببت أيضاً في أزمة بالنقل.
أدت هذه الأزمة إلى ازدحام في ميناء العقبة الرئيسي على البحر الأحمر، حيث تراكمت البضائع وتوقفت المقطورات والشاحنات عن نقل السلع المستوردة، إلى العاصمة عمان ومدن أخرى.
شهود وسائقون قالوا لوكالة رويترز، إن بعض المحال التجارية في مدن معان والطفيلة والكرك أغلقت أبوابها تضامناً مع سائقي الشاحنات المضربين، وقال عبد الله كريشان، سائق شاحنة من مدينة معان: "ما خلو كرامة للبلد وإلنا. ما خلوا كرامة للبلد نايمين ما بسحوا (يصحوا) مش قادرين ناكّل أولادنا".
وشهد الأردن موجة من الاضطرابات المدنية في مرات عدة، بسبب غضب المواطنين من السلطات جراء تدهور مستويات المعيشة والفساد وارتفاع أسعار الوقود.
يُشار إلى أنه بموجب برنامج الإصلاح الهيكلي لصندوق النقد الدولي، يلتزم الأردن بتعديل أسعار الوقود شهرياً بما يتماشى مع تقلبات السوق العالمية.
هذا العام وصلت أسعار المشتقات في الأردن لمستويات تاريخية غير مسبوقة، أرجعتها الحكومة إلى ارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً. ويأتي الأردن في المرتبة الرابعة عربياً كأعلى سعر لمشتقات الوقود، بعد كل من لبنان وسوريا وفلسطين، بحسب معطيات موقع The Fuel Price.
يرى مراقبون أن أزمة إضراب الشاحنات في الأردن لن تمر دون رحيل الحكومة، لاسيما أنها لم تقدم أية حلول تحول دون تكبّد المملكة، المأزومة اقتصادياً، مزيداً من الخسائر.