طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، من الولايات المتّحدة، المساعدة في الضغط على إثيوبيا للتوصّل إلى اتّفاق بشأن سدّ النهضة، المشروع الكهرمائي الضخم الذي ترى فيه القاهرة تهديداً "وجودياً".
وفي خضمّ زيارته لواشنطن لحضور القمة الأمريكية-الإفريقية، أثار السيسي ملف سد النهضة الإثيوبي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إذ قال السيسي للوزير الأمريكي "هذه مسألة حيوية ووجودية للغاية بالنسبة لنا، ونشكر الولايات المتحدة على دعمها واهتمامها". وأضاف أنّ "التوصّل إلى اتفاق ملزم قانوناً يمكن أن يحقّق شيئاً جيداً وفقاً للمعايير والأعراف الدولية، ولا نطلب أيّ شيء آخر غير ذلك"، وتابع "نحتاج إلى دعمكم في هذا الشأن".
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من جهته، إن التوصل إلى حل دبلوماسي لقضية سد النهضة من شأنه أن يحمي مصالح جميع الأطراف، مشدداً على التزام بلاده بالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، وأثنى على استضافة مصر الناجحة لمؤتمر المناخ "كوب 27" (COP 27)، حسب وزارة الخارجية الأمريكية.
ويمثّل السدّ المُقام على النيل، والذي تبلغ قيمته 4,2 مليار دولار وسيكون الأكبر في إفريقيا، مصدر توتر شديداً بين إثيوبيا ومصر وكذلك السودان.
فيما تخشى مصر، التي تعتمد على النهر في 97% من مياه الري والشرب، أن يقلّل السدّ من إمداداتها المائية الشحيحة أصلاً.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد وعد بمواصلة المحادثات بشأن السدّ، لكنّه مضى قدماً في خطة ملء وتشغيل أول التوربينات.
وسعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الحليف المقرب لقائد الجيش المصري الذي أصبح رئيساً للبلاد، للوساطة والتوصل إلى حلّ، وقطعت المساعدات عن إثيوبيا بعدما اتّهمت أديس أبابا بعدم التعامل بحسن نية في هذا الملف.
كما واجه ترامب انتقادات حين ألمح إلى أنّ مصر يمكن أن تهاجم السدّ، وهو احتمال رفضته القاهرة علناً، أما إدارة الرئيس جو بايدن فهي تتبع نهجاً يرتكز أكثر على الدبلوماسية، ولا يربط المساعدات بهذه القضية.
لكنّ علاقات إدارة بايدن توترت مع إثيوبيا، بسبب مخاوف تتعلق بانتهاكات حقوقية في الحرب ضد المتمردين في منطقة تيغراي، والتي توقفت بعد إبرام اتفاق سلام الشهر الماضي.
واتّخذ بايدن عند تولّيه منصبه مسافة من السيسي، بسبب مخاوف تتعلق بسجل القاهرة الحقوقي، لكنّه رحّب بالدور الذي أداه نظيره المصري في التوسط لوقف إطلاق النار، العام الماضي، في قطاع غزة، واستضافة مصر قمة الأمم المتحدة للمناخ الشهر الماضي.