نقص كبير بالمخزون ومعدات مضى عليها عقود! رئيس الأركان البريطاني يحذر من تقليص الميزانية العسكرية

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/14 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/14 الساعة 15:55 بتوقيت غرينتش
عناصر من الجيش البريطاني/ رويترز

أصدر رئيس الأركان العامة البريطاني الجنرال باتريك ساندرز، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، تحذيرات "شديدة اللهجة" بشأن تردي حالة الجيش، مشيراً إلى أن الجنود يضطرون إلى الاعتماد على معدات قديمة، يعود إنتاجها إلى ثمانينيات القرن الماضي، بحسب ما نقلت صحيفة The Times البريطانية. 

وقال الجنرال ساندرز إن الحرب في أوكرانيا أبرزت "نواقص مختلفة في مخزوننا"، إذ يتفتقر الجنود إلى الطائرات المسيَّرة وإمدادات المدفعية والذخيرة. 

بحسب الجنرال البريطاني، فقد عانت القوات المسلحة ضعف الاستثمار فيها طيلة عقود، كما أضاف مؤكداً القول: "إنه لمن قبيل "الحماقة" أن نمضي قدماً في الخطط المتعلقة بخفض حجم الجيش إلى 73 ألف جندي، في ظل الحرب الدائرة في أوروبا".

وتولى ساندرز رئاسة الأركان العامة خلفاً للجنرال السير مارك كارلتون سميث، وقد كُرِّم لخدمته في حرب العراق، وتحدث من قبل عن معاناته النفسية بعد أن قُتل بعض جنوده أثناء قيادته للكتبية الرابعة في البصرة.

جاءت تصريحات ساندرز عبر بثٍّ صوتي تابع لجمعية ABF الخيرية المعنية برعاية أفراد الجيش البريطاني وعائلاتهم، وقال فيها إن ميزانية الجيش تعرضت لتخفيضات بلغت نحو 37 مليار دولار أمريكي منذ عام 2015، كما أضاف: "جنود شعبنا ذوو مستوى عالٍ للغاية، سواء أفراد الاحتياط منهم أم أفراد الخدمة النظامية، ومع ذلك فإننا نعاني نتاج 3 عقود من ضعف الاستثمار بالجيش".

دفاع جوي ضعيف 

وأوضح ساندرز أن "الجيش تناقص إلى نصف ما كان عليه في التسعينيات، والجنود يستخدمون معدات قديمة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وهي معدات كنا قد اشتريناها لتحسين قواتنا وإعدادها لحملات العراق وأفغانستان. ثم تسبب قِدم هذه المعدات في تراجع أوجه مهاراتنا القتالية وقدراتنا".

وزعم ساندرز أن "حرب أوكرانيا كشفت النواقص في مخزوننا؛ فنحن ليس لدينا ما يكفي من القوة النارية الفتاكة، ولدينا نواقص في معدات التوجيه بعيدة المدى وحشد النيران. ونعاني ضعفاً في الحرب الإلكترونية مثل الروس. وليس لدينا ما يكفي من الأنظمة الجوية غير المأهولة [على غرار الطائرات المسيَّرة]، وقد تخلَّف دفاعنا الجوي وتراجعت مخزوناتنا".

انتهت الحكومة البريطانية بعد إجراء المراجعة الشاملة لسياستها الخارجية العام الماضي إلى قرارٍ بتقليص حجم الجيش وتوجيه النفقات إلى الاستثمار في التكنولوجيا العسكرية، مثل الذكاء الاصطناعي. وقد صدر تقرير المراجعة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال ساندرز: "لا يمكن أن يكون الرد على ما حدث هو التصرف كأن شيئاً لم يتغير. إن عدد الضحايا الأوكرانيين أكبر من تعداد المشاة البريطانيين بكامله. ولا يمكن لدولة أن تكون الدولة الأوروبية الرائدة في الناتو ولا أن تكون قوة عالمية إن لم يكن لديها جيش متوازن القدرات؛ لذلك أرى أنه من قبيل الحماقة أن نقلص ميزانية الجيش في تلك الظروف، بل يجدر بنا أن نزيد من مخصصاته"، لا سيما أن بريطانيا "ستشارك في الحرب" إذا غزت القوات الروسية إحدى دول الناتو".

وجود بريطاني في أوكرانيا 

يأتي ذلك في الوقت الذي تعترف فيه لندن لأول مرة الأولى بمشاركة القوات البريطانية في عمليات خاصة أثناء وجودها في أوكرانيا.

حيث اعترف الجنرال البريطاني روبرت ماغوان بأن قوات من مشاة البحرية الملكية شاركت في عمليات سرية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن مهمة هذه القوات تنطوي على درجة عالية من المخاطر السياسية والعسكرية. 

تحدث ماغوان في مجلة Globe and Laurel، والتي تُعد المنشور الرسمي لمشاة البحرية الملكية، عن إرسال 350 من مشاة البحرية، لمرافقة الدبلوماسيين من السفارة البريطانية في بداية العام، عندما أصبح من الواضح أن القوات الروسية كانت تحشد من أجل شن الهجوم على أوكرانيا. 

عاد مشاة البحرية إلى كييف في أبريل/نيسان 2022 لحماية السفارة، في الوقت الذي سعت فيه بريطانيا لإعادة وجود دبلوماسي، بعد أن سحب الرئيس بوتين قواته من العاصمة الأوكرانية.

كانت وزارة الدفاع البريطانية قد أقرت في وقت سابق بوجود قوة "كوماندوز 45" تحمي موظفي السفارة، ويُعتقد أنه نُشِرَ ما يصل إلى 30 فرداً، بحسب الصحيفة البريطانية.

يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

تحميل المزيد