اعترف الجنرال البريطاني روبرت ماغوان، لأول مرة، بأن قوات من مشاة البحرية الملكية شاركت في عمليات سرية في أوكرانيا، التي تشهد حرباً تشنها روسيا منذ فبراير/شباط 2022، مشيراً إلى أن مهمة هذه القوات تنطوي على درجة عالية من المخاطر السياسية والعسكرية.
ماغوان هو القائد العام السابق لمشاة البحرية الملكية، بعد أن انضم إلى وحدة النخبة بالبحرية الملكية في عام 1989، وقال إن قوات "الكوماندوز" دعمت "عمليات سرية" في "بيئة حساسة للغاية"، بحسب ما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022.
تحدث ماغوان في مجلة Globe and Laurel، والتي تُعد المنشور الرسمي لمشاة البحرية الملكية، عن إرسال 350 من مشاة البحرية، لمرافقة الدبلوماسيين من السفارة البريطانية في بداية العام، عندما أصبح من الواضح أن القوات الروسية كانت تحشد من أجل شن الهجوم على أوكرانيا.
عاد مشاة البحرية إلى كييف في أبريل/نيسان 2022 لحماية السفارة، في الوقت الذي سعت فيه بريطانيا لإعادة وجود دبلوماسي، بعد أن سحب الرئيس بوتين قواته من العاصمة الأوكرانية.
كانت وزارة الدفاع البريطانية قد أقرت في وقت سابق بوجود قوة "كوماندوز 45" تحمي موظفي السفارة، ويُعتقد أنه نُشِرَ ما يصل إلى 30 فرداً، بحسب الصحيفة البريطانية.
تُعد هذه المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش بمشاركة القوات البريطانية في عمليات خاصة أثناء وجودها في أوكرانيا.
يقع مقر فرقة "كوماندوز 45" في بلدة أربراوث، وهي متخصصة في حرب القطب الشمالي، وشاركت الوحدة التي بحجم كتيبة عن كثب في نزاع "فوكلاند" عندما شارك الكوماندوز في معركة ميناء ستانلي، وشهدت الوحدة عمليات في العراق وأفغانستان.
في بداية عام 2022 أيضاً، كانت القوة تشارك في التدريبات في النرويج عندما نُقِلَت إلى بولندا، وأثناء التدريبات في الجبال المتجمدة والمضايق فوق الدائرة القطبية الشمالية، كانت درجات الحرارة منخفضة إلى 35 درجة مئوية تحت الصفر.
تُشير صحيفة The Times إلى أنه بالإضافة إلى إجراء عمليات خاصة في أوكرانيا، أشاد ماغوان بمشاة البحرية لدورهم في المساعدة في تدريب القوات المسلحة في كييف.
أضاف ماغوان في هذا الصدد: "إلى جانب الدفاع الأوسع نطاقاً، شاركنا بشكل كبير في تدريب مئات من الأفراد العسكريين الأوكرانيين طوال هذا الصيف. نحن نخطط أيضاً لتدريب مشاة البحرية الأوكرانية".
منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، اتخذت بريطانيا موقفاً واضحاً داعماً لكييف، وقدّمت لأوكرانيا كميات كبيرة من السلاح، وفي أحدث مواقفها ضد روسيا، أعلنت بريطانيا، الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنها فرضت عقوبات على 12 قائداً عسكرياً روسياً متورطين في ضربات صاروخية استهدفت مدناً أوكرانية.
كذلك فرضت بريطانيا عقوبات على رجال أعمال إيرانيين متورطين في إنتاج وتوريد طائرات مسيرة عسكرية، قالت إنها استخدمت في الهجمات الروسية.
كانت أوكرانيا قد ذكرت أن الصواريخ والمدفعية والطائرات المسيرة الروسية قصفت أهدافاً في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، قال إن "هجمات القوات الروسية على المدن والمدنيين الأبرياء في أوكرانيا لن تمر دون رد".
بدورها تنفي طهران وموسكو الاتهامات الغربية لروسيا باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف في أوكرانيا.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.