فجّرت وسائل إعلام فرنسية فضيحة مدوّية، اتهمت فيها حكومة باريس باستغلال مهاجرين أفارقة غير نظاميين في العمل بالمشاريع المخصصة لدورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها باريس عام 2024، في ظروف غير إنسانية، ودون عقد عمل بمواقع البناء.
وتأتي هذه "الفضيحة" في أسوأ توقيت بالنسبة لفرنسا، التي تنظم حملة شرسة ضد قطر وتطالب بمقاطعة المونديال بسبب اتهاماتها المزعومة بشأن إساءة قطر للعاملين الأجانب.
التحقيق الذي أجرته صحيفة Leberation الفرنسية قال إن العشرات من المهاجرين الأفارقة ممن يقيمون في فرنسا بشكل غير قانوني تم توظيفهم في شركة مقاولات تعمل في المشاريع المخصصة لأولمبياد 2024، وصرح بعضهم للصحيفة في تحقيقها بأنهم يحملون أكياس إسمنت تزن عشرات الكيلوغرامات، ويصعدون بها 13 طابقاً، وأخرون يقومون بالحفر ويبنون الجدران ويصنعون أعمال البناء غير مصرح بها في اليوم.
وكشف العمال أنهم لا يستفيدون من العطلة، ولا من الضمان الاجتماعي، بل إن وضعهم غير قانوني نهائياً، ولكنهم مضطرون للعمل؛ لأنه لا خيار لهم من أجل إيجاد لقمة العيش.
المهاجرون الأفارقة عبّروا عن استنكارهم لظروف عملهم القاهرة التي يعيشونها من دون احترام أدنى شروط الكرامة، على حد وصفهم، إذ يقول أحد العاملين واسمه محمد: "ليس لدينا حقوق. ليس لدينا ملابس عمل، ولا توفر لنا أحذية أمان، ولا نتقاضى أجراً مقابل التنقل. ليس لدينا الحق في الفحوصات الطبية، ولا عقود عمل. إذا مرض أحدنا أو أُصيب، يَقومون بتغييره في اليوم التالي"،' ويضيف زميله موسى: "'الفرنسيون لا يريدون القيام بهذا العمل. في الموقع، هناك أجانب فقط. باكستانيون للكهرباء، وعرب للسباكة، وأفغان للبناء… والبيض في المكاتب".
وادعت اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية في فرنسا أنها وضعت "جهاز مراقبة"، إلا أن الشهادات التي كشف عنها التحقيق الفرنسي يقوض هذه التأكيدات.
حملة فرنسية ضد قطر
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قررت السلطات الفرنسية في عديد المدن، من ضمنها العاصمة باريس، عدم تخصيص أماكن عامة للمشجعين من أجل مشاهدة فعاليات بطولة كأس العالم قطر 2022، وحينها أعلنت مدن كبرى مثل بوردو وليل وتولوز وستراتبورغ، عن إجراءات مماثلة.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انطلق مونديال قطر الأول من نوعه في العالم العربي والشرق أوسطي، على أن تختتم منافساته في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري وأثارت أول نسخة للبطولة العالمية إعجاب الجماهير الغربية، التي عبرت عن احترامها للثقافة العربية المسلمة، وليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى توجيه رسائل شكر إلى الدوحة على إجراءات اتخذتها عرضتها لانتقادات غربية، كمنع شرب الخمر في المدرجات.