استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول 2022، رئيس مجلس إدارة شركة الطاقة الروسية غازبروم، أليكسي ميلر، في قصر وحيد الدين، حيث جرى خلال الاجتماع بحث إمداد تركيا بالغاز الروسي، ومشروع إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا.
في لقائهما، ناقش ميلر مع أردوغان توريد الغاز الروسي للمستهلكين الأتراك، فضلاً عن آفاق إنشاء مركز للغاز في البلاد، وفقاً لما ذكرته شركة "غازبروم" عقب زيارة عمل قام بها وفدها إلى تركيا، وكتبت "غازبروم" عبر حسابها على "تليغرام"، نقلته وسائل إعلام روسية: "ناقش الاجتماع القضايا المتعلقة بتوريد الغاز الروسي للمستهلكين الأتراك، فضلاً عن آفاق إنشاء مركز للغاز في تركيا".
ويأتي هذا بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق، إن روسيا قد تعيد توجيه الإمدادات المخصصة لخط أنابيب نورد ستريم التالف إلى البحر الأسود؛ لإنشاء مركز غاز أوروبي رئيسي في تركيا، أو حتى استخدام الجزء السليم من نورد ستريم 2 لإمداد الاتحاد الأوروبي بالغاز.
كما أضاف بوتين أنه من الممكن إصلاح خطوط الأنابيب، لكن على روسيا وأوروبا تقرير مصيرهما أولاً. وقال: "يمكننا نقل كميات الغاز الضائعة في نورد ستريم… إلى منطقة البحر الأسود، وبالتالي تحويل الطرق الرئيسية لتوريد وقودنا، وغازنا الطبيعي إلى أوروبا، عبر تركيا، وإنشاء أكبر مركز للغاز المتجه لأوروبا في تركيا".
مضى بوتين قائلاً "هذا بالطبع إذا كان شركاؤنا مهتمين بهذا، مع التأكد من الجدوى الاقتصادية بالطبع". وأشار أيضاً إلى أنه لا يزال من الممكن إرسال الغاز الروسي إلى أوروبا من خلال الجزء السليم من خط أنابيب نورد ستريم 2، لكن قال إن الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي بشأن ما إذا كان يريد ذلك.
كما شدد الرئيس الروسي على أنه في حال جعل تركيا خطاً أساسياً لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، فإن "مستوى الأمن بحسب الأوضاع الأخيرة سيكون أعلى بكثير"، مشيراً بذلك إلى التفجيرات التي تعرض لها خطَّا "نورد ستريم"، ما أدى إلى تسريبات هائلة للغاز في بحر البلطيق.
في غضون ذلك، رأى يوكسل كورت، رئيس غرفة مهندسي النفط التركية، الخميس، أنه من الممكن إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى القارة الأوروبية عبر تركيا، خلال فترة أقصاها عام أو عام ونصف العام، وفقاً لوكالة سبوتنيك.
وعزا يوكسل كورت هذا الأمر إلى إمكانية استخدام تقنيات حديثة، موضحاً أن نقل الغاز إلى دول أوروبا عبر تركيا كفيل بتحويلها إلى مركز للطاقة.
المسؤول التركي قال إنه "من الممكن إنشاء خطوط أنابيب إضافية لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، عبر تركيا، من خلال مد أنابيب من منطقة تراقيا إلى دول البلقان الصديقة لروسيا، بعد الاتفاق مع الدول المعنية".
ولفت يوكسل كورت، رئيس غرفة مهندسي النفط التركية، إلى أن نقل الغاز الروسي إلى عدد قليل من دول أوروبا، الراغبة في شرائه عبر تركيا كفيل بتحويلها إلى مركز للطاقة، منوها بأن هذا الأمر سيُسهم بتزويد دول أوروبا بموارد الطاقة بسعر أرخص.