تعاني العديد من المدن الصينية من نقص في الإمدادات الطبية، في حين تشهد البلاد إقبالاً كبيراً من المواطنين على شراء الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة للألم، وفقاً لما ذكرته صحيفة "التايمز" اللندنية، الخميس، 8 ديسمبر/كانون الأول 2022.
ويأتي شروع ملايين المواطنين في تخزين الأدوية مع البدء بتخفيف قواعد سياسة "صفر كوفيد" التي تهدف إلى مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.
ونقلت صحيفة The Financial Times البريطانية عن طبيب يعمل في بكين، أن "عيادات الحميات تشهد فوضى عارمة.. حتى إن المستشفى أرسل أطباء من أقسام أخرى لتقاسم نوبات العمل فيها. جميع الكوادر الطبية تتناوب العمل 24 ساعة متواصلة، ثم الاستراحة مدة 24 ساعة، ثم العودة للعمل نوبة أخرى، وهكذا".
تجاهل تعليمات الصحة
فيما ذكرت الأخبار الواردة أن كثيراً من المواطنين يتجاهلون تعليمات مسؤولي الصحة المُحذرة من تخزين الإمدادات على نحو قد يؤدي إلى نقصانها. وقال تشنغ يونغشين، مدير صيدلية في بكين، لوسائل إعلام محلية: "شهدنا زيادة بنسبة 80% في عدد الزبائن خلال الأيام الماضية".
كما تشير الأخبار إلى تدفق مرضى كورونا على 94 عيادة ومستشفى متخصصاً في العاصمة الصينية. وكانت دراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة بكين العام الماضي حذرت من أن المدينة غير مستعدة لموجة جديدة من عدوى الجائحة، وخلصت إلى أن الاعتماد على 500 طبيب متخصص فقط في علاج الحميات "غير كافٍ" للتصدي لأي موجة إصابات جديدة تجتاح المدينة.
ومع ذلك، فإن تخفيف القيود في مختلف مدن البلاد يجري على قدم وساق؛ فقد أعلنت مدينة شنغهاي، على سبيل المثال، عن إيقاف عمليات التفتيش على المطاعم وأماكن الترفيه بداية من 9 ديسمبر/كانون الأول.
ويُتوقع أن تشهد البلاد تنقُّل عشرات الملايين من السكان خلال عطلة العام القمري الجديد. وذكر خبراء أن ذلك قد ينشر الفيروس من المدن الكبرى إلى الريف.
فاعلية اللقاحات
من جهة أخرى، أشار أطباء إلى بعض الشكوك لديهم في فاعلية اللقاحات المنتجة محلياً في الصين؛ فقال فنغ تسيجيان، المسؤول السابق بمركز مكافحة الأمراض في البلاد، لصحيفة China Youth Daily إن ما يصل إلى 60% من السكان قد يصابون إذا تفشَّت موجة أخرى من الفيروس على نطاق واسع، "ففي نهاية المطاف، سيصاب ما بين 80% و90% من الناس" قبل أن تنكسر موجة الإصابات.
بعد 3 سنوات من انتشار الجائحة، يتشوق كثير من الصينيين إلى استئناف الحياة في البلاد كما كانت في سابق عهدها، وتخفيف القيود جرياً على ما فعلت بقية دول العالم.
وأشارت وسائل إعلام حكومية إلى زيادة مبيعات التذاكر المحلية للأماكن السياحية والترفيهية بعد تخفيف البلاد لسياساتها المشددة في مكافحة كورونا.
السلطات تواصل التحذير
ومع ذلك، فقد واصلت السلطات المحلية حثَّ السكان على التزام الحذر. وقال مسؤولو مدينة تشنغتشو، التي يقع فيها أكبر مصنع لشركة آيفون في العالم، في رسالة إلى السكان: "يجب على المواطنين أن يكونوا واعين بتدابير الوقاية الشخصية، وأن يكون كل شخص هو المسؤول الأول عن حماية صحته".
قال يان، وهو عاطل عن العمل يبلغ من العمر 22 عاماً ويقيم في بكين، إنه يأمل في يساعد انفتاح الاقتصاد في العثور على عمل، "فمن المستحيل القضاء على هذا الفيروس تماماً، ربما يمكننا التعايش معه، وأن يتحول إلى شيء شبيه بالإنفلونزا".