قال موقع Africa Intelligence الاستخباراتي الفرنسي، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن مركز جورج بومبيدو ومؤسسة فيلهارموني في باريس سيقدمان الدعم الفني لمتحفين منتظرين في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر.
بحسب الموقع الاستخباراتي فإن باريس تعول على خبراتها الثقافية لتكون أداة قوةٍ ناعمة في "شراكتها الاستراتيجية" مع القاهرة.
وشُيِّدت مدينة الفنون والثقافة في قلب العاصمة الإدارية، شرق القاهرة، على طراز الكلاسيكية الحديثة فوق مساحة 500 ألف متر مربع، وتشمل داراً للأوبرا، ومكتبة، ومسارح، ومعارض فنية، ومتحفين معاصرين أحدهما للفن المصري والآخر للفن الأوروبي.
علِمَ الموقع الفرنسي أن لوران لوبون، رئيس مركز بومبيدو منذ عام 2021، سافر إلى القاهرة منذ عام 2021، وحصل على جولةٍ داخل مدينة الفنون والثقافة بقيادة مديرها اللواء محمد أمين، أحد مستشاري السيسي.
ماكرون يفي بوعوده
بدأ الدعم الفرنسي لطموحات السيسي الثقافية منذ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة أول مرة، في يناير/كانون الثاني عام 2019. ويُعتقد أن ماكرون وقع عدداً من الاتفاقيات الكبرى خلال الزيارة، بما في ذلك تعاقد "الهيئة المستقلة للنقل في باريس" على بناء نظام مترو الأنفاق بالقاهرة. وأوضحت فرنسا أنها ستبذل قصارى جهدها لتعزيز علاقتها الاستراتيجية مع مصر أكثر، مع وعود من ماكرون بإقامة شراكات مرموقة في قطاع الثقافة كما يبدو.
سافر الرئيس الفرنسي إلى مصر بصحبة وفدٍ متميز يتضمن ممثلين عن متحف اللوفر والمركز الثقافي في متنزه بارك دو لا فيلت. لكن من الواضح أنه كان يجهل طموحات السيسي المتعلقة بمتحفي العاصمة الإدارية الجديدة. ولم يظهر ذلك الخيار إلا بعد إصرار الرئيس المصري على التحليق بمروحيةٍ إلى موقع الإنشاء، ويُعتقد أن ماكرون أعرب عن رغبته في المساهمة في ذلك المشروع عندها.
لكن ممثلي اللوفر كانوا مهتمين بمشروع المتحف المصري الكبير، الذي تأجّل افتتاحه مراراً. إذ كانوا يأملون توقيع عقد لإدارة المتحف المصري الكبير داخل ائتلاف إداري فرنسي-مصري، لكنهم خسروا تلك الصفقة لصالح مجموعة Legacy التابعة لشركة الإنشاءات المصرية العملاقة "حسن علام القابضة".
مع ذلك يظل اللوفر جزءاً من مجموعة المتاحف الأوروبية المُكلّفة بتجديد المتحف المصري المتهالك في ميدان التحرير بالقاهرة. وتضم قائمة المتاحف الأوروبية المشاركة في تلك الجهود كلاً من المتحف المصري بتورينو في إيطاليا، ومتحف برلين المصري بألمانيا، والمتحف البريطاني في لندن بالمملكة المتحدة، والمتحف الوطني للآثار في لايدن بهولندا.
ويحتل التعاون الثقافي محور الاستراتيجية الفرنسية للتأثير على القاهرة. إذ تُعَدُّ فرنسا من بين الدول المسؤولة عن أكبر عدد من مواقع الحفريات الأثرية المرتبطة بعلم المصريات، إلى جانب ألمانيا والولايات المتحدة.
كما يتولى المعهد الفرنسي للآثار الشرقية إدارة 80% من أنشطة الحفريات الفرنسية، كما يُدرب علماء الآثار المصريين. وفي خطوةٍ تدل على العلاقة الوثيقة بين البلدين، قرر وزير السياحة والآثار المصري السابق، خالد العناني، استئناف منصبه كباحث بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بعد استقالته من الوزارة في أغسطس/آب 2022.