ذكرت وكالة أسوشيتد برس، في تقرير لها الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قاد سيارته عبر جسر "كيرتش" الذي يربط بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم، والذي تعرض لهجوم بشاحنة مفخخة في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
الوكالة أوضحت أن بوتين تحدث فوق الجسر إلى العمال، وناقش سير عملية إصلاح الجسر مع مسؤول حكومي كبير معنيّ بالمشروع.
يُذكر أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2022 أعلنت السلطات الروسية مقتل 3 أشخاص في تفجير شاحنة تسبب باشتعال النيران في قطار محمّل بالوقود فوق جسر كيرتش. واتهمت روسيا المخابرات الأوكرانية بالتخطيط وتنفيذ الهجوم الذي وصفته بـ"الإرهابي"، بينما لم تعلن السلطات الأوكرانية صلتها المباشرة بالتفجير.
الجسر ذو أهمية استراتيجية لروسيا
يعد الجسر الذي يتكون من طريقين متوازيين، أحدهما للسيارات والآخر سكة حديدية، طريق إمداد رئيسياً واستراتيجياً بالنسبة إلى روسيا، وتم بناؤه بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
يأتي ذلك في الوقت الذي التقى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع 17 من أمهات الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، وقال لمن فقدن أبناءهن في الحرب إنه والقيادة الروسية بكاملها يشاركونهن آلامهن.
حيث أسفرت الحرب في أوكرانيا عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الجنود من الجانبين، وفقاً لتقديرات الولايات المتحدة. وفجَّر الغزو الروسي أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
كما دفعت روسيا بمئات الآلاف من الجنود للقتال في أوكرانيا، بما في ذلك بعض من بين أكثر من 300 ألف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في إطار التعبئة التي أعلنها بوتين في سبتمبر/أيلول.
عيد الأم الروسي
فيما التقى بوتين مع الأمهات في مقر إقامته بضيعة نوفو أوجاريوفو خارج موسكو بمناسبة عيد الأم الروسي الذي وافق الأحد 4 ديسمبر/كانون الأول 2022، وظهر الرئيس الروسي في مقطع مصور مسجل وهو يجلس مع الأمهات حول مائدة مستديرة وُضعت عليها أكواب الشاي وقطع حلوى وأطباق التوت الطازج. وابتسمت أمهات كثيرات لحظة دخوله المكان.
قال بوتين إنه يتفهم قلق وخوف أمهات الجنود وآلام من فقدن أبناءهن في أوكرانيا. ومضى يقول: "أود أن تعرفن أنني شخصياً وباقي قيادة البلاد نشعر بآلامكن"، وأضاف وهو يتنهد ويكرر محاولته إبعاد شيء يسد حلقه "ندرك أنه لا شيء يمكن أن يعوض عن فقد ابن، خاصة للأم… نشارككن الشعور بهذا الألم".
كذلك فقد قال إنه لا يشعر بأي ندم على شن ما يسميه "العملية العسكرية الخاصة" لروسيا في أوكرانيا، ووصف الحرب بأنها لحظة فاصلة وقفت فيها روسيا أخيراً في وجه هيمنة غربية متعجرفة بعد عقود من الامتهان في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991.
من جانبها، تقول أوكرانيا والدول الغربية إن بوتين ليس لديه ما يبرر ما تصفه بأنه غزو استعماري. وتقول أوكرانيا إنها ستقاتل إلى أن تطرد آخر جندي روسي من أراضيها.
يُذكر أنه كانت آخر مرة كشفت فيها روسيا عن خسائرها في 21 سبتمبر/أيلول 2022 عندما قال وزير الدفاع سيرجي شويجو إن 5937 جندياً روسياً قُتلوا. لكن هذا الرقم أقل بكثير من معظم التقديرات الدولية.
في حين قدر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أن روسيا وأوكرانيا تكبَّدتا خسائر بشرية بأكثر من 100 ألف جندي سقطوا بين قتيل وجريح.