قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن التعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا ضروري لمواجهة وجود "دول مارقة" في الفضاء، وذلك خلال زيارته مقر إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ضمن زيارة هي الأولى من نوعها له في عهد الرئيس جو بايدن.
كانت أول مشاركة عامة لماكرون في مقر وكالة الفضاء الأمريكية إلى جانب نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي قالت إن الزعيمين سيناقشان التعاون في الفضاء لمعالجة تغير المناخ والأمن.
"هجمات هجينة جديدة"
في السياق، قال ماكرون إن الفضاء يمثل "مكاناً جديداً للصراع"، وإن من المهم لفرنسا والولايات المتحدة العمل معاً على وضع القواعد والأعراف، لأنهما يشتركان في الالتزام بالعلوم والقيم الديمقراطية، على حد تعبيره.
أضاف ماكرون، متحدثاً بالإنجليزية: "لدينا دول مارقة في الفضاء ولدينا هجمات هجينة جديدة". في حين أعلنت هاريس وماكرون عن تعاون جديد بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن الفضاء خلال اجتماع في باريس قبل عام.
وانضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى في استبعاد تجارب الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية بعد أن ضربت روسيا أحد أقمارها الصناعية في المدار العام الماضي، مما تسبب في حطام وأثار سخرية الولايات المتحدة وحلفائها.
وليل الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أجرى ماكرون زيارة للولايات المتحدة لبحث قضايا تتراوح من الحرب في أوكرانيا إلى الصين، مع القادة الأمريكيين، في ثاني زيارة دولة يقوم بها للولايات المتحدة منذ توليه منصبه عام 2017، والأولى من نوعها في عهد بايدن.
ملفات عديدة بين ماكرون وبايدن
يسعى البلدان من خلال الزيارة إلى طي صفحة أزمة الغواصات الأسترالية، وتقريب وجهات النظر حول أزمات، أبرزها سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأيضاً أسعار الغاز الأمريكي الذي تستورده أوروبا، مروراً بالمنافسة مع الصين، ووصولاً إلى الإجراءات الحمائية الأمريكية.
لكن يتجلّى التباين الفرنسي-الأمريكي أولاً على صعيد الحرب في أوكرانيا. فمنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط، يعتمد ماكرون موقفاً يُزعج واشنطن؛ إذ يعبر عن دعمه الكامل لكييف من جهة، فيما يحبّذ التحاور مع موسكو من أجل إنهاء الحرب "حول طاولة المفاوضات" حين ترى كييف ذلك مواتياً.
ويواصل ماكرون موقفه الدبلوماسي "التوفيقي" هذا، من خلال تنظيمه مؤتمراً في باريس في 13 ديسمبر/كانون الأول لدعم المقاومة المدنية في أوكرانيا، فيما يعد بالتحدث مجدداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في الأيام المقبلة".
والشق الشائك في هذه الزيارة يتعلق على الأرجح بالملف التجاري، من أسعار الغاز الأمريكي الذي تستورده أوروبا مروراً بالمنافسة مع الصين ووصولاً إلى الإجراءات الحمائية الأمريكية.
وبينما تخطط الولايات المتحدة لاستثمارات ودعم ضخم بموجب قانون خفض التضخم (IRA)، يخشى الأوروبيون من تأثيرات هذا التشريع السلبية على منافسة شركاتهم في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة النظيفة.