يجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 زيارة دولة إلى الولايات المتحدة تستمر ثلاثة أيام، هي الأولى له في عهد بايدن، يسعى البلدان من خلالها إلى طي صفحة أزمة الغواصات الأسترالية، وتقريب وجهات النظر حول أزمات أبرزها سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأيضا أسعار الغاز الأمريكي الذي تستورده أوروبا مروراً بالمنافسة مع الصين ووصولاً إلى الإجراءات الحمائية الأمريكية.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن طائرة الرئيس ماكرون حطت ليل الثلاثاء بالولايات المتحدة ليترجل منها بصحبة زوجته بريجيت، وفوراً توجه ماكرون وزوجته إلى مطعم في العاصمة الفدرالية تلبية لدعوة وجهها إليهما بايدن وزوجته جيل؛ لتناول عشاء خاص يسبق حفل الاستقبال الضخم الذي سينظم بالبيت الأبيض الخميس على شرف الرئيس الضيف.
ومن المحتمل أن يشكل هذا العشاء بين الزوجين الرئاسيين مناسبة للتطرق بشكل غير رسمي للمواضيع الرئيسية التي ستتطرق إليها القمة المرتقبة الخميس بين ماكرون وبايدن في المكتب البيضاوي.
زيارة استثنائية لمدينة أمريكية
وسيمضي الرئيس الفرنسي يومين في واشنطن قبل أن يتوجه في اليوم الثالث والأخير من زيارته هذه إلى نيو أورلينز التي كانت يوماً ما مدينة فرنسية، وهذه هي ثالث زيارة لرئيس فرنسي للمستعمرة الفرنسية السابقة، والتي تقع فيها قنصلية تابعة لباريس.
وكان آخر رئيس فرنسي يزور لويزيانا هو، فاليري جيسكار ديستان، منذ ما يقرب من نصف قرن، وسبقه، شارل ديغول في عام 1941.
وتقول وسائل إعلام فرنسية إن نيو أورلينز حين تأسيسها عام 1718 كانت المدينة تسمى La Nouvelle-Orléans، على اسم دوق أورلينز، ومنذ البداية اعتبرت نفسها مدينة فرنسية؛ إذ تحافظ المدينة على عدد كبير من التقاليد الثقافية الفرنسية.
مساعي فرنسا الدبلوماسية
كما يريد ماكرون، عبر هذه الزيارة، إعطاء دفع لمساعيه الدبلوماسية الرامية لوضع حد للحرب في أوكرانيا، والدفاع عن وجهة النظر الفرنسية الرافضة للنزعة الحمائية الأمريكية.
وهذه أول زيارة دولة تنظمها الولايات المتحدة في عهد بايدن بعدما حالت القيود التي فرضت لمكافحة جائحة فيروس كورونا دون القيام بزيارات مماثلة في السابق.
وعلى غرار سلفه ترامب الذي نظم لماكرون في 2018 أول زيارة دولة في عهده، ارتأى بايدن أن يخصّ ماكرون نفسه بأول زيارة دولة في عهده.
ويتجلّى التباين الفرنسي-الأمريكي أولاً على صعيد الحرب في أوكرانيا. فمنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط، يعتمد ماكرون موقفاً يُزعج واشنطن؛ إذ يعبر عن دعمه الكامل لكييف من جهة، فيما يحبّذ التحاور مع موسكو من أجل إنهاء الحرب "حول طاولة المفاوضات" حين ترى كييف ذلك مؤاتياً.
ويواصل ماكرون موقفه الدبلوماسي "التوفيقي" هذا، من خلال تنظيمه مؤتمراً في باريس في 13 ديسمبر/كانون الأول لدعم المقاومة المدنية في أوكرانيا، فيما يعد بالتحدث مجدداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في الأيام المقبلة".
والشق الشائك في هذه الزيارة يتعلق على الأرجح بالملف التجاري، من أسعار الغاز الأمريكي الذي تستورده أوروبا مروراً بالمنافسة مع الصين ووصولاً إلى الإجراءات الحمائية الأمريكية.
وبينما تخطط الولايات المتحدة لاستثمارات ودعم ضخم بموجب قانون خفض التضخم (IRA)، يخشى الأوروبيون من تأثيرات هذا التشريع السلبية على منافسة شركاتهم في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة النظيفة.